خطر "الدرون" المغربي في الصحراء يفرض على الجزائر تسريع إنجاز الطريق البري مع موريتانيا
تعتزم الجزائر تسريع وتيرة إنجاز مشروع الطريق البري مع موريتانيا ليكون أول طريق بري يربط البلدين، بعد عقود كانت شاحنات القوافل التجارية الجزائرية تعبر إلى موريتانيا عن طريق اجتياز الصحراء المغربية قبل أن يتغير الوضع في السنتين الأخيريتين.
وفي هذا السياق، كشفت الصحافة الجزائرية، إن وزير الخارجية الجزائري رمطان لعمامرة أجرى مع وزير النقل الموريتاني الناني ولد اشروقه، بداية هذا الأسبوع، مباحثات حول إمكانيات وسبل تسريع تنفيذ أول طريق بري يربط الجزائر وموريتانيا عبر حدودهما الترابية.
وقالت وكالة الأنباء الموريتانية، إن الوزيرين أكدا على "الأهمية الاستراتيجية لتنفيذ مشروع الطريق الرابط بين مدينتي تندوف الجزائرية والزويرات الموريتانية". وهذا الطريق "سيمثل جسرًا للتعاون والتكامل من شأنه أن يفتح آفاقا واعدة للتنمية الاقتصادية المندمجة بين البلدين".
وكان البلدان قد اتفقا في دجنبر من سنة 2021 على إنجاز هذا الطريق البري، بهدف الرفع من المبادلات التجارية بين الجزائر وموريتانيا وإعطاء دفعة جديدة في العلاقات الثنائية عبر توقيع شراكات تجارية واقتصادية بالاعتماد على هذا الطريق التجاري.
وجاءت هذه التحركات الجزائرية لإيجاد منفذ "آمن" نحو موريتانيا، بعدما أصبح المرور عبر الصحراء المغربية، أمرا محفوفا بالمخاطر، خاصة بعدما رفع المغرب من عملياته العسكرية في الصحراء لاستهداف أي تحرك مشبوه فيه داخل الصحراء.
وكانت 3 شاحنات جزائرية قد تعرضت لقصف جوي العام الماضي داخل الصحراء المغربية، وقالت الجزائر أنذاك أن تلك الشاحنات، كانت شاحنات تجارية تنقل البضائع إلى موريتانيا، وقد أدى القصف إلى مصرع 3 أشخاص جزائريين، وكانت الجزائر قد اتهمت المغرب باستهدافهم.
وأصبحت حاجة الجزائر إلى منفذ بري لنقل البضائع مع موريتانيا ومن ثم إلى بلدان غرب إفريقيا، أمرا ملحا، حيث أن القوات المغربية أصبحت تعمل على مشيط كافة المناطقة الصحراوية التي تتواجد على مقربة من الحدود الجزائرية والموريتانية، وبالتالي فإن أي تحرك لشاحنة غير مغربية في المنطقة، يُهددها بالقصف المميت.
ورفعت القوات المغربية في الأسابيع الأخيرة، من عمليات القصف من أجل تطهير المنطقة العازلة من أي تهديدات، وبالتالي يُعتبر هذا الأمر بداية لفرض المغرب سيطرته الكاملة على الصحراء بكامل جغرافيتها الممتدة إلى حدود الجزائر شرقا وحدود موريتانيا جنوبا.
تعليقات
بإمكانكم تغيير ترتيب الآراء حسب الاختيارات أسفله :