غابت الجزائر وحدها.. تونس تتخلى عن "الكرسي الشاغر" وتشارك في اجتماع مبادرة "5 +5 دفاع" بالمغرب
أفاد بلاغ لإدارة الدفاع الوطني، إن الاجتماع الثامن عشر لوزراء دفاع دول أعضاء مبادرة "5+5 دفاع" الذي انعقد بالعاصمة الرباط يوم الجمعة الأخير، عرف مشاركة 9 دول وغابت الجزائر وحدها، ويتعلق المشاركون بكل من المغرب وموريتانيا وتونس وليبيا وفرنسا وإيطاليا والبرتغال وإسبانيا ومالطا.
وحسب ذات المصدر، فإن هذا الاجتماع الذي انعقد بتعليمات من الملك محمد السادس،شكل مناسبة لتقديم حصيلة أنشطة التعاون التي تم إنجازها برسم سنة 2022 وتسطير برنامج عمل المبادرة لسنة 2023، مشيرا إلى أن رؤساء وفود دول أعضاء هذه المبادرة قد أشادوا بالنتائج المسجلة برسم سنة 2022، كما عبروا عن التزامهم المستمر من أجل إنجاز الأنشطة المدرجة في برنامج عمل المبادرة لسنة 2023.
كما أشاد عبد اللطيف لوديي، الوزير المنتدب لدى رئيس الحكومة المكلف بإدارة الدفاع الوطني، بالمجهودات المبذولة من أجل تطوير آليات التعاون المنتظمة والبراغماتية التي تخص المجالات ذات الاهتمام المشترك كالمراقبة البحرية والأمن الجوي وإدارة الكوارث وتعزيز التعاون "العملياتي البيئي" للقوات المسلحة، عبر تنظيم دورات تكوينية وتمارين مشتركة.
وأضاف ذات المتحدث أن هذا اللقاء شكل مناسبة لرؤساء وفود أعضاء المبادرة لمناقشة الوضعية الحالية بشأن التهديدات والمخاطر التي تعرفها المنطقة، والتأكيد على إرادتهم المشتركة لمواجهة التحديات الأمنية في فضاء غرب البحر الأبيض المتوسط، لا سيما الإرهاب والاتجار غير المشروع والهجرة السرية والتغيرات المناخية.
وتجدر الإشارة في هذا السياق، أن هذا الاجتماع سجل لأول مرة مشاركة تونس منذ نشوب أزمة دبلوماسية بين البلدين في غشت الماضي على إثر استقبال الرئيس التونسي قيس سعيد لزعيم جبهة "البوليساريو" الانفصالية لحضور مؤتمر "تيكاد 8" التي احضتنته تونس انذاك، وكانت قد غابت عن اجتماعات هذه المبادرة في المغرب التي تلت هذه الأزمة إلى غاية الجمعة الأخير.
وكان آخر اجتماع غابت عنه تونس إلى جانب الجزائر هو الاجتماع الخامس والثلاثون للجنة التوجيهية لمبادرة "5+5 دفاع" الذي جرى عقده بالعاصمة المغربية الرباط، يومي 23 و 24 نونبر الماضي، وهو الأمر الذي اعتُبر من طرف عدد من المتتبعين لعلاقات دول المغربي العربي، إشارة على استمرار الأزمة الدبلوماسية بين البلدين.
لكن المشاركة الأخيرة لتونس في هذا الاجتماع، تأتي في وقت لم تسبق خلاله أي إشارات عن وجود انفراج في العلاقات الثنائية، الأمر الذي يطرح تساؤلات عما إذا كانت هذه الخطوة هي الإشارة المنتظرة التي تؤشر إلى قرب عودة المياه إلى مجاريها بين الرباط وتونس.
جدير بالذكر أن المغرب كان قد احتج بقوة على استقبال رئيس تونس لزعيم جبهة "البوليساريو"، وقامت الرباط على إثر ذلك بسحب سفيرها من تونس للتشاور، وهو الأمر الذي قامت به تونس في اليوم الموالي، ولازال الوضع على هذا الشكل إلى حدود اليوم.