بسبب موقف عمّان من الصحراء.. الجزائر ترفض وساطة الأردن لتذويب الخلافات مع المغرب
تحدثت تقارير إعلامية إسبانية في الأيام الأخيرة، عن قرب حل الخلافات بين الجزائر وإسبانيا والمغرب، وإعادة العمل بأنبوب الغاز المغاربي الأوروبي لنقل الغاز الجزائري نحو إسبانيا عبر التراب المغربي، بعد وساطة من عاهل الأردن، عبد الله الثاني، الذي حل بالجزائر في الأسابيع الأخيرة لتوقيع عدد من اتفاقيات التعاون بين عمّان والجزائر.
كما تحدثت تقارير أخرى عن مساعي يقوم بها العاهل الأردني، من أجل تذويب الخلافات بين المغرب والجزائر، والتخفيف من وطأة التوتر بين البلدين، وهو التوتر الذي ارتفعت حدته منذ تولي عبد المجيد تبون رئاسة الجزائر، وصل إلى حد إعلان الجزائر العام الماضي قطع جميع علاقاتها الدبلوماسية مع الرباط.
لكن يبدو أن ما أشارت إليه هذه التقارير، ليس بالضرورة هو ما تسعى إليه الجزائر، حيث خرجت صحيفة "الشروق" الجزائرية المقربة من دوائر الحكم في قصر المرادية، عبر تقرير نشرته أول أمس الأربعاء، تنفي فيه نجاح أي وساطة أردنية لحل الخلاف بين الجزائر والمغرب أو بين الجزائر وإسبانيا.
وحسب ذات المصدر، فإن أسبابا كثيرة تدفع الجزائر إلى رفض وساطة الأردن، مثلما سبق أن رفضت محاولات أخرى من "دول مؤثرة لهم علاقات ممتازة مع الجزائر" حسب تعبير "الشروق"، وأبرز هذه الأسباب أن مواقف الأردن من قضية الصحراء هي مواقف "تُعاكس الجزائر وتقف ضد مطالب الشعب الصحراوي"، إضافة إلى أن الأردن لا "تلتقي مواقفها مع الجزائر في كبرى القضايا".
وأشارت "الشروق"، إلى أن العاهل الأردني كان من القادة العرب الذين تغيبوا عن حضور القمة العربية التي نظمتها الجزائر في نونبر الماضي، وبالتالي "فوساطته المزعومة أقل أهمية"، مقارنة بالزعماء الآخرين الذين يحضون بمكانة عالية لدى الجزائر، قبل أن تشير إلى أن الجزائر لها موقف صارم بشأن التوسط لحل الخلافات مع المغرب.
وحسب متتبعين، فإن ما أشارت إليه "الشروق"، يُعتبر بمثابة الموقف الرسمي للرئاسة الجزائرية التي دأبت في تصريف العديد من مواقفها عبر الأذرع الإعلامية المعروفة مثل هذه الصحيفة، وهو ما يُمكن الاستشراف منه أن ما ذُكر بشأن وساطة الأدرن، قد لا يكون صحيحا، أو فشل في الأصل، مثلما فشلت محاولات عربية سابقة لحل النزاع بين البلدين.
غير أن هذه المواقف الجزائرية بشأن حل الخلافات مع المغرب، تُظهر التناقض الموجود لدى قيادات السلطة الجزائرية، وفق مراقبين، حيث كان وزير الخارجية رمطان لعمامرة قد تحدث خلال القمة العربية، عن ضياع فرصة للقاء بين الملك محمد السادس والرئيس الجزائري كان بالإمكان أن تساهم في تذويب الخلافات، في حين أن المواقف الرسمية للبلاد تُظهر عكس ذلك.
تعليقات
بإمكانكم تغيير ترتيب الآراء حسب الاختيارات أسفله :