تحد جديد للمغرب وإسبانيا.. أفواج من اليمنيين يحاولون الوصول إلى سبتة سباحةً لطلب اللجوء
كشفت وزارة الداخلية الإسبانية عن مشكلة جديدة أصبحت تواجهها سلطات مدينة سبتة خلال محاولاتها التصدي للهجرة غير النظامية، حيث رفع المهاجرون القادمون من مناطق النزاع والمستقرون في المغرب من وتيرة محاولاتهم الدخول إلى المدينة عن طريق السباحة، ويتقدم هؤلاء اليمنيون الذين وصلوا بأعداد كبيرة شهر دجنبر الجاري.
وكشفت أرقام السلطات الإسبانية أنه خلال الشهر الحالي وحده تمكن حوالي 30 مهاجرا غير نظامي من اليمن من دخول سبتة عن طريق البحر، بعدما سبحوا على طول السياج الحدودي الذي يفصل المدينة عن مدينة الفنيدق، مبرزة أن الجنسية اليمنية هي الحاضرة بقوة في هذه المحاولات، لكن يوجد مرشحون آخرون من سوريا وفلسطين وحتى من مصر.
ووفق المعطيات الإسبانية فإن اليمنيين يعبرون عادة بشكل ثنائي أو جماعي، مبرزة أن مجموعات من 5 أو 6 أشخاص تنفذ محاولاتها بشكل شبه يومي، ومؤخرا أدت إحداها إلى وفاة مهاجر غرق بعدما لم يستطع مواصلة السباحة مع مرافق له وصل بالفعل إلى المدينة، ووفق صحيفة "إلفارو" الصادرة من سبتة فإن الأمر يتعلق بظاهرة جديدة تعيشها حدود المدينة.
وقال المصدر نفسه إن إن حدود مدينتي سبتة ومليلية أصبحت من بين بوابات العبور المُختارة من طرف الفارين من الحرب، حيث يحاولون الوصول إلى هناك بهدف طلب اللجوء السياسي من إسبانيا مستندين إلى كونهم قادمين من أماكن النزاع، لكنهم يختارون الطريق الأصعب على اعتبار أن العبور سباحةً يؤدي إلى العديد من حالات الغرق.
وتقول الأرقام الرسمية الإسبانية إنه خلال الشهر الحالي وحده تأكدت وفاة 3 أشخاص من مختلف الجنسيات غرقا عندما كانوا يحاولون العبور بتلك الطريقة، على الرغم من أن وزارة الداخلية تؤكد أنه خلال الفترة من فاتح يناير إلى 15 دجنبر 2022 انخفضت أعداد المهاجرين غير النظاميين الذين دخلا سبتة بشكل كبير مقارنة بالفترة نفسها من العام الماضي.
وسنة 2021 دخل سبتة 600 شخص عن طريق السباحة، في حين وصل إليها 124 شخصا فقط هذه السنة، أغلبهم من جنسيات عربية، في حين يفضل المهاجرون غير النظاميين القادمين من دول إفريقيا جنوب الصحراء اختراق الحدود البرية، وخلال السنة الجارية وحدها دخل 1037 شخصا بتلك الطريقة، منهم من اقتحمها داخل مجموعات.
ويختلف وضع القادمين من اليمن وباقي مناطق النزاع عن المهاجرين غير النظاميين المغاربة، حيث لا يمكن أن تقوم السلطات الإسبانية بإعادتهم بشكل مباشر إلى المغرب، بل تكون مجبرة على التعامل معهم كلاجئين وأن تدرس ملفاتهم من أجل استقبالهم بشكل قانوني، وهو ما شجع الكثيرين منهم على المغامرة بحياتهم لمحاولة الوصول إلى سبتة ومليلية.