في رسالة إلى الملك محمد السادس.. الرئيس الإسرائيلي: محمد الخامس حمى اليهود من المحرقة والحسن الثاني ساهم في السلام
بعث الرئيس الإسرائيلي، إسحاق هيرتسوغ، رسالة إلى الملك محمد السادس بمناسبة الذكرى الثانية لتوقيع الاتفاق الدبلوماسي الثلاثي، المغربي الإسرائيلي الأمريكي، الذي أُعيدت بموجبه العلاقات بين الرباط وتل أبيب، معترفا بالدور الذي لعبه الملك الراحل محمد الخامس في حماية اليهود خلال الحرب العالمية الثانية، حين كانوا مطاردين من طرف النازية الألمانية.
وجاء في الرسالة التي نشرت مضامينها وسائل إعلام إسرائيلية "بمناسبة الذكرى الثانية لانضمام المغرب إلى اتفاقيات أبرهام، تود دولة إسرائيل والشعب اليهودي الإعراب عن امتنانهم وتقديرهم لجلالتكم وللشعب المغربي الذي يعمل على مدى أجيال على حماية الأمن والرفاه والتراث الثقافي للجالية اليهودية في المملكة"، مستحضرة "الجهود الشخصية للملك من أجل السلام الإقليمي".
وتطرقت الرسالة إلى اعتراف المغرب بالمكون العبري في دستور سنة 2011 وبإحياء التراث اليهودي بالمملكة، موردة "في عهدكم تم الاعتراف بالطابع العبري للمغرب في دستور المملكة، وتم تجديد المؤسسات المجتمعية اليهودية في جميع أنحاء البلاد، من المعابد اليهودية إلى المقابر"، وأضافت "وفي ظل حكمكم أدت الاتفاقيات الإبراهيمية بين بلدينا إلى ازدهار الشراكات بين حكومتنا وشعبينا".
وذكَّرت الرسالة بأن العلاقات بين المغرب وإسرائيل تعود إلى فترة حكم الملك الراحل الحسن الثاني، كما استحضرت حماية سلفه الملك محمد الخامس لليهود من محاولات الإبادة، موردة "يتذكر يهود المغرب باعتزاز وحنان، جدكم الملك محمد الخامس الذي سيذكره العالم بأنه حامي، يهود هذه المملكة".
وأبرزت الوثيقة أنه "عندما واجه ملايين اليهود فظاعات المحرقة في القرن العشرين، قدم الملك محمد الخامس ملاذا آمنا لرعاياه اليهود أينما كانوا، وتذكر اليهود المغاربة هذه الذكرى بفخر وحنان، كما نذكر المساهمة الحيوية لوالدكم الراحل جلالة الملك الحسن الثاني، الذي لعب دورًا أساسيًا في بناء أسس السلام التي عليها يستند الآن مستقبلنا".
وتأتي هذه الرسالة في وقت عادت فيه إلى الواجهة العلاقات المغربية الإسرائيلية، باعتبارها لا تلقى أي ترحيب على المستوى الشعبي، الأمر الذي برز خلال كأس العالم الأخيرة التي أقيمت في قطر، حيث رفع لاعبو المنتخب المغربي الذين بلغوا نصف النهائي لأول مرة في تاريخهم، الأعلام الفلسطينية خلال الاحتفالات، في حين رفضت الجماهير المغربية التجاوب مع وسائل الإعلام الإسرائيلية.
وكان التوقيع على عودة العلاقات الدبلوماسية، مضمنا في اتفاق ثلاثي بين المغرب وإسرائيل والولايات المتحدة الأمريكية، جرى توقيعه أمام أنظار الملك محمد السادس بالقصر الملكي بالرباط بتاريخ 22 دجنبر 2020، حيث أعاد العلاقات المقطوعة بين الرباط وتل أبيب منذ 20 عاما، وسبقه إعلان الرئيس الأمريكي حينها، دونالد ترامب، توقيع مرسوم رئاسي يعترف بالسيادة المغربية على الصحراء.