حزب إسباني متطرف يتهم حكومة سانشيز بـ"الجبن" أمام "توسعات" مغربية في مليلية
وجّه حزب "فوكس" الإسباني المنتمي إلى اليمين المتطرف، اتهامات لحكومة بيدرو سانشيز، من بينها اتهامه بـ"الجبن" بسبب ما وصفه الحزب المذكور بعدم قيام الحكومة الإسبانية بأي ردود أفعال تُجاه الرباط، من أجل ضمان السيادة الإسبانية على العديد من المناطق، من بينها مليلية وسبتة.
وجاءت انتقادات "فوكس" لحكومة سانشيز، على لسان النائبة البرلمانية التابعة للحزب في مدينة سبتة، تيريزا لوبيز، بعدما تجاهلت الحكومة الإسبانية الرد على أسئلتها في البرلمان حول أشغال بناء يقوم بها المغرب على بُعد 500 متر من مليلية، مشيرة إلى أن تلك الأشغال تجري داخل المجال الترابي لمليلية.
وتساءلت ذات النائبة، عما إذا كانت الحكومة الإسبانية تعلم بهذه الأشغال "التوسعية" التي يقوم بها المغرب في منطقة لا تُعتبر حسب قولها "مغربية". لكن تيريزا لوبيز لم تحظ بأي أجوبة على هذه الأسئلة، لتتهم حكومة سانشيز بـ"الجبن" أمام المغرب في العديد من القضايا التي تتعلق بسيادة سبتة ومليلية.
وتأتي هذه الاتهامات من "فوكس" على بُعد أيام قليلة من رفض لجنة العلاقات الخارجية بالبرلمان الإسباني، مقترحا تقدم به حزب "فوكس" اليميني المتطرف، يدعو حكومة بيدرو سانشيز بمطالبة المغرب الاعتراف بسيادة إسبانيا على سبتة ومليلية والجزر الجعفرية وكافة الجزر التي تحتلها إسبانيا بالسواحل الشمالية المغربية.
وحسب أوروبا بريس، فإن حزب "فوكس" المعروف بميولاته السياسية المعادية للمغرب، يرى أن المملكة المغربية لا تُخفي نواياها بشأن سبتة ومليلية ورغبتها في استعادتهما، وبالتالي يجب على إسبانيا أن تُطالب من الرباط اعترافا رسميا بسيادتها عليهما إضافة إلى كافة المناطقة المغربية التي تخضع لإسبانيا حاليا.
وأضاف نفس المصدر، أن المقترح صوت ضده 20 نائبا مقابل 14 صوتا لصالحه، وبناء على ذلك رفضت لجنة العلاقات الخارجية الإسبانية بالبرلمان قبول هذا المقترح، الأمر الذي دفع حزب "فوكس" لانتقاد الحكومة الإسبانية بسبب ما يصفه في الكثير من خطاباته السياسية بـ"التقاعس" عن الدفاع عن إسبانية سبتة ومليلية.
هذا ويرى متتبعون للعلاقات المغربية الإسبانية، أنه حتى في حالة إذا تم التصويت لصالح المقترح، فإنه من المستبعد أن تقدم الحكومة الإسبانية بمطالبة المغرب بالاعتراف بسيادتها على المدينتين، نظرا لاستحالة استجابة المغرب لهذا الطلب، حيث أن الرباط تعتبر أن المدينتين هما مدينتان مغربيتان محتلتان من طرف إسبانيا.
كما أن أي محاولة لمطالبة المغرب من طرف إسبانيا للاعتراف بسيادتها على المدينتين، سيكون ذلك بداية لأزمة حادة، قد تؤدي إلى مواجهة دبلوماسية حول المدينتين وقد تتطور المواجهة إلى أكثر من ذلك والتهديد بالحرب بين الطرفين، خاصة أن هذا السيناريو منذ 20 عاما بسبب أزمة جزيرة ليلى.
وفي هذا السياق، فإن المغرب، منذ سقوط سبتة ومليلية في يد الاحتلال البرتغالي في البداية ثم الاحتلال الإسباني في المرحلة الثانية، فإنه أبقى إمكانية استعادتهما قائمة بالرغم من مرور عدة قرون على سقوطهما، حيث قامت العديد من الدول المغربية بمحاولات لاسترجاعهما إلى حضن الوطن.
وبالرغم من العلاقات الثنائية الجيدة التي تربط المغرب بإسبانيا، فإن الرباط لا تجد حرجا في اعتبار المدينتين السليبتين هما مدينتان مغربيتان محتلتان من طرف إسبانيا، وسبق أن أشارت إلى ذلك في العديد من المذكرات والمراسلات الرسمية.
وتمر العلاقات المغربية الإسبانية حاليا بأفضل فتراتها، ويستعد البلدان لعقد اجتماع رفيع المستوى مطلع العام المقبل، من أجل تحديد معالم علاقات التعاون بين الطرفين للسنوات المقبلة.