لتفادي تسليمه للمغرب.. زعيم شبكة لتهريب البشر يزعم أنه "ناشط مُعارض" ويطالب باللجوء أمام المحكمة الوطنية الإسبانية
يحاول دفاع زعيم منظمة إجرامية، مطلوب من طرف المغرب بسبب عمليات تهجير غير شرعية منذ سنة 2009، لتحويل القضية إلى "صراع سياسي"، بعدما قدم طلب لجوء إلى المحكمة الوطنية في مدريد، في محاولة منه لتفادي ترحيله إلى المغرب، وهي القضية التي يدعم فيها النائب العام الإسباني طلب الرباط على اعتبار أن الأمر يتعلق باتهامات جنائية.
وبدأت المحكمة الإسبانية النظر في قضية تسليم المدعو "ي.س" المغربي الجنسية، والذي تطالب السلطات القضائية المغربية به باعتباره زعيما لمنظمة إجرامية متخصصة في تهجير مواطني دول إفريقيا جنوب الصحراء، وذلك بعدما كان قد اعتقل ببلدة "روكيتاس دي مار" بمنطقة ألميريا جنوب إسبانيا، بتاريخ 17 غشت 2022.
وأراد دفاع المعني بالأمر تحويل الموضوع إلى قضية سياسية، على اعتبار أن الأمر يتعلق بـ"تهم مفبركة" كما أورد أن الاتهامات الصادرة عن النيابة العامة الإسبانية تنبني على تقارير مقدمة من طرف "المخابرات المغربية" بسبب مكانته "كناشط معارض"، مبرزا أنه متخوف على سلامته في حال ما تم تسليمه بالفعل للسلطات المغربية، مطالبا بالحصول على اللجوء.
غير أن ذلك لم يكن كافيا لإقناع النيابة العامة في مدريد، الذي اعتبر أن الدلائل الموجودة تشير إلى أن الأمر يتعلق بشخص يقود منظمة إجرامية متخصصة في تنظيم وتسهيل رحلات الهجرة غير الشرعية، رافضا دوافع محامي المتهم التي يستند فيها إلى مخاوف من عدم احترام حقوق موكله بالشكل الكافي، مجددة دعمها لطلب المغرب.
وظل المعني بالأمر يقوم بتنظيم رحلات الهجرة غير الشرعية من سواحل مدينة الناظور، مقابل مبالغ مالية تتراوح ما بين 1300 و1800 أورو لكل فرد، وفق المعطيات التي نقلتها وكالة الأنباء الإسبانية الرسمية "إيفي"، مستخدما قوارب مطاطية ذات محركات، وتقدم المغرب بالفعل منذ أشهر بطلب تسليمه لكن دفاع المتهم طعن فيه أمام القضاء.
ويدعم النائب العام الإسباني طلب المغرب بناء على الوثائق التي توصل بها من السلطات القضائية للمملكة، والتي تؤكد أن الأمر يتعلق بشخص متابع بنصوص جنائية، وبأنه متورط في الاتجار بالبشر منذ سنة 2009 من خلال تنظيم رحلات الهجرة غير الشرعية، وهو المتسبب الرئيس في وصول عدد كبير من القوارب إلى الجنوب الإسباني.
ويعد المتهم أحد أبرز المطلوبين في المغرب بعد أن وسع نشاطه بشكل كبير ابتداء من سنة 2019 لدرجة أنه كان ينظم 3 عمليات للهجرة السرية كل أسبوع بعد أن وفر لنفسه أسطولا من القوارب المطاطية، وكان يقود شبكة واسعة يتخصص أفرادها في اقتناص المرشحين وتوفير الدعم اللوجيستي وتجاوز الرقابة الأمنية على السواحل.