بركة يقترح تهيئة مَصب أم الربيع ثاني أطول نهر في المغرب بمنظور تنموي يشابه مشروع تهيئة وادي أبي رقراق
أكد وزير التجهيز والماء نزار بركة اليوم الثلاثاء بمجلس النواب، أن مشروع تهيئة مصب نهر أم الربيع، ثاني أطول نهر بالمغرب، ومعالجة الاختلالات التي يعرفها، يجب أن يرتكز على منظور تنموي مستدام أسوة بمشروع تهيئة وادي أبي رقراق، وكذا على رؤية واضحة يتم من خلالها تحديد الاحتياجات الحقيقية من حيث المرافق الاقتصادية والاجتماعية والسياحية.
وأبرز بركة، خلال جلسة عمومية خصصت لمناقشة تقرير "المهمة الاستطلاعية المؤقتة للوقوف على وضعية مصب نهر أم الربع"، أن تنزيل هذا المشروع يمكن أن يتم عبر إحداث وكالة خاصة أو شركة، تضمن الحفاظ على البيئة وتنمية المنطقة من خلال تصور في المجال السياحي والاجتماعي ومختلف المرافق، إلى جانب جمع بيانات تقنية مفصلة على نطاق واسع من المصب وصولا إلى سد "سيد الضاوي" ودراسة حلول نهائية بناء على النمذجة الرقمية والفيزيائية لاستشراف المستقبل.
وثم ن المسؤول الحكومي في هذا السياق، توصيات المهمة الاستطلاعية المؤقتة التي شكلتها لجنة البنيات الأساسية والطاقة والمعادن والبيئة بمجلس النواب، لاسيما تلك المتعلقة بـ "إحداث وكالة خاصة بتهيئة مصب وضفتي واد أم الربيع، عبر مراحل بدءا بإنجاز الحواجز الداخلية والخارجية، مع الاستمرار في عملية جرف الصيانة".
ولفت بركة إلى أن الوزارة قامت بدراسة هيدروسسيولوجية لتحليل السلوك المائي والرسوبي وخلصت إلى اقتراح حلين، يتعلق الأول، الذي سيتم على المدى القريب، بإجراء "جرف الصيانة للمصب بصفة منتظمة وكلما دعت الضرورة إلى ذلك، ووضع قناة بعمق متر على طول 1000 متر وعرض متوسط يبلغ 100 متر وانحدار 1 على 300"، وبالموازاة مع ذلك القيام بالتوعية في بعدها الثقافي لحل مختلف الإشكاليات المطروحة، والتركيز على التقليل من مصادر التلوث والتخفيف من آثار التعرية وإعادة إعمار الشواطئ المحادية للمصب، وتسويتها بجزء من مياه الجرف.
أما فيما يخص الحل الثاني، على المدى البعيد، يتابع الوزير فسيتم عبر بناء حاجزين وقائيين على مستوى المصب للتقليل من وتيرة ترسب الرمال وهو "حل يتطلب رؤية مستقبلية مندمجة خاصة بتهيئة المصب".
وعبر بركة عن التزام الوزارة بتنظيم يوم تواصلي على مستوى مدينة الجديدة بحضور جميع الجهات المعنية على الصعيد المحلي، إلى جانب النواب والمستشارين البرلمانيين وممثلي المجتمع المدني للتحسيس والتوعية بإشكالية انسداد مصب نهر أم الربيع وتقديم الحلول المقترحة على المستويين القريب والبعيد، بالإضافة إلى دعم السلطة المحلية في تنفيذ الحل المؤقت خاصة فيما يتعلق بالحد من مصادر التلوث، وتسريع مشروع التطهير السائل وإعادة استخدام مياه المعالجة لسقي المناطق الخضراء بكل من أزمور والمناطق المجاورة.