للرفع من مستوى العلاقات بين البلدين.. وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف يعتزم زيارة المغرب في فبراير
يعتزم وزير الخارجية الروسي، سيرجي لافروف، للقيام بزيارة إلى المملكة المغربية، في فبراير المقبل، في إطار مساعي موسكو المتواصلة للرفع من مستوى علاقاتها مع البلدان الإفريقية، وإيجاد منافذ جديدة للعلاقات التجارية لتجاوز العقوبات التي تفرضها الدول الغربية ردا على الاجتياح الروسي لأوكرانيا.
وذكرت الـ"بي بي سي" البريطانية، إن لافروف سيزور كل من المغرب وتونس وموريتانيا خلال جولته الثانية إلى إفريقيا، بعد الجولة الأولى التي يقوم بها حاليا للقارة، حيث حل يوم الاثنين الأخير بجنوب إفريقيا وأجرى مشاورات مع مسؤولي البلد، مع عزمه زيارة بلدان أخرى كأنغولا وبوتسوانا.
ووفق ذات المصدر، فإن هذه الزيارات التي يقوم بها الممثل الدبلوماسي لروسيا إلى بلدان إفريقيا، يبقى الهدف منها هو الرفع من الشراكات الثنائية بين موسكو وهذه البلدان، لتعويض التأثيرات السلبية على الاقتصاد الروسي بفعل العقوبات التي تفرضها بلدان أوروبا وأمريكا على موسكو.
وبخصوص المغرب، فإنه لوحظ في السنوات الأخيرة اتخاذ روسيا مواقف أكثر حيادا في قضية الصحراء على عكس مواقفها السابقة، الأمر الذي يشير إلى تطور هام لصالح المغرب، خاصة في ظل التطور الإيجابي في العلاقات بين الرباط وموسكو، وقد ظهر هذا التطور في العديد من القضايا، من بينها رفض المغرب التصويت ضد روسيا في مجلس الأمن لإدانة تدخلها في أوكرانيا أو التصويت على قرار فرض العقوبات على موسكو.
كما أن هذه التطورات في العلاقات الثنائية السياسية والدبلوماسية بين المغرب وروسيا، تصاحبه تطورات إيجابية أخرى على الصعيد الاقتصادي، حيث ارتفعت المعاملات التجارية بين البلدين بشكل كبير في السنوات الأخيرة، خاصة بعد الزيارة التي كان قد قام بها الملك محمد السادس إلى روسيا في سنة 2016.
وفي هذا السياق، رخّص المغرب لعشر سفن بحرية روسية في الشهور الأخيرة، من أجل الصيد في المياه المغربية، بالرغم من العقوبات الغربية على موسكو، كما أن المغرب لازال يفتح أجوائه لعبور الطائرات الروسية بعد إغلاق أوروبا لمجالها الجوي ضد الطائرات الروسية.
ويبدو أن موسكو لا ترغب في فقدان المغرب كشريك جديد يُقدم الكثير من الحلول لروسيا، في مجالات عديدة، كالصادرات الفلاحية وتسهيل عبور الطائرات والسفن الروسية، وهو الأمر الذي يفسر مواقف روسيا الأخيرة من قضية الصحراء، التي تُعتبر (أي هذه المواقف) بمثابة هزائم لجبهة "البوليساريو" الانفصالية.