أول بطولة FIFA بعد مونديال قطر وآخر بروفة قبل "كان 2025".. 4 أسباب تجعل تنظيم المغرب للموندياليتو مهما جدا
يستعد المغرب لاحتضان كأس العالم للأندية للمرة الثالثة في تاريخه بعد سنتي 2013 و2014، وذلك خلال الفترة ما بين 1 و11 فبراير 2023، ليظل بذلك واحدا من بين 5 دول فقط نالت شرف تنظيم هذه البطولة التي بلغت دورتها الـ19، وهي، إلى جانبه، البرازيل واليابان والإمارات العربية المتحدة وقطر، ومن المرجح أن تكون هذه البطولة هي الأخيرة بالنظام الحالي قبل الانتقال إلى نظام جديد يضمن مشاركة عدد أكبر من الأندية.
وتمثل بطولة هذه السنة تحديا كبيرا للمغرب، الذي وافق على تنظيمها قبل شهر ونصف فقط من موعدها، وتسعى المملكة من خلال ذلك إلى ضرب العديد من العصافير بحجر واحد، فبالإضافة إلى أن أنظار العالم ستتجه إليها وهي تستضيف أندية من العيار الثقيل كلٌّ منها بطل قارته، فإنها أيضا تُبرز جاهزيتها لاحتضان بطولات أكبر، أقربها كأس أمم إفريقيا 2025.
أول بطولة FIFA بعد المونديال
لا يختلف اثنان في أن الاتحاد الدولي لكرة القدم "فيفا" ومعه دولة قطر، نجحا في تنظيم نسخة مُبهرة من كأس العالم خلال الفترة ما بين نونبر ودجنبر 2022، ليس فقط لأنها الأولى التي تحتضنها منطقة الشرق الأوسط، ولا لأنها نُظمت بشكل استثنائي في فصل الشتاء، ولكن أيضا لما صاحبها من أجواء حماسية غير مسبوقة ساهم فيها بشكل كبير التقارب بين الملاعب وحضور مختلف الجنسيات العربية حتى تلك التي لم تشارك منتخباتها في البطولة.
وفي غمرة هذا النجاح، وفي الوقت الذي كان المنتخب المغربي أحد أسبابه الرئيسية وهو يصل إلى نصف نهائي المونديال لأول مرة في تاريخ كرة القدم العربية والإفريقية، أعلن رئيس "الفيفا" جياني إينفانيتو، بتاريخ 16 دجنبر 2022، أن المغرب سيحتضن كأس العالم للأندية، وبذلك رمت المملكة طوق النجاة للاتحاد الدولي للعبة الذي لم يكن قد نجح حينها في إقناع أي دولة لتنظيم البطولة التي سيكون بطل أوروبا، ريال مدريد، أبرز أطرافها، والتي تريد "الفيفا" أن تكون على درجة كبيرة من النجاح باعتبارها أول بطولاتها بعد كأس العالم في قطر.
تمهيدٌ لاحتضان كأس إفريقيا
في نهاية أكتوبر من سنة 2022، أعلن رئيس الكونفدرالية الإفريقية لكرة القدم "الكاف"، باتريس موتسيبي، سحب تنظيم كأس أمم إفريقيا 2025 من غينيا، مبرزا أن هذا البلد، "ورغم المجهودات الكبيرة التي بذلتها سلطاته، فإن استعداداته لا ترقى إلى قيمة احتضان البطولة"، ليُعلن فتح باب الترشح مجددا للدول الراغبة في استضافة المنافسة، ومباشرة بعد ذلك ظهر اسم المغرب باعتباره إحدى الدول الإفريقية الأقدر على الإعداد لاستضافة كأس أمم إفريقيا خلال مدة تقل عن سنتين ونصف.
ويُنتظر أن يحسم "الكاف" في هوية البلد المستضيف للبطولة يوم 10 فبراير، أي قبل يوم واحد من موعد نهائي كأس العالم للأندية، ما يعني أن هذه البطولة العالمية ستكون امتحانا حقيقيا للقدرات التنظيمية للمملكة، التي تواجه منافسة قوية من عدة ملفات، أبرزها ملف الجزائر وملف نيجيريا المشترك مع البنين، إلى جانب ملف زامبيا، علما أن أول وآخر مرة احتضنت فيها المملكة البطولة كانت سنة 1988، وسبق لها أن تراجعت عن تنظيم كأس إفريقيا 2015 بسبب وباء إيبولا.
محو ذكرى ملعب الرباط
ليست هذه هي المرة الأولى التي يحتضن فيها المغرب كاس العالم للأندية، حيث سبق له أن احتضن نسخة 2013 التي توجه بها بايرن ميونخ الألماني، والتي احتفظت بذكريات جميلة للمغاربة بعد وصول الرجاء البيضاوي إلى النهائي الذي حضره الملك محمد السادس، ثم نسخة 2024 التي توج بها ريال مدريد الإسباني، لكنها حملت نقطة سلبية حين ملأت مياه الأمطار الغزيرة التي شهدتها مدينة الرباط، أرضية الملعب خلال ثاني وثالث مبريات البطولة.
ويبدو المغرب مُصرا على تأكيد استثنائية تلك الواقعة، التي أدت حينها إلى إعفاء وزير الشباب والرياضة، محمد أوزين، من منصبه بقرار ملكي، حيث جرى اختيار ملعب مدينة طنجة الذي يتسع لـ65 ألف متفرج، لاحتضان حفل ومباراة الافتتاح، أما المباراة النهائية فستُلعب على أرضية المجمع الرياضي الأمير المولى عبد الله، على الرغم من أنه أصغر من حيث الطاقة الاستيعابية البالغة 50 ألف مقعد، وقد خضع الملعب ومحيطه للعديد من عمليات التجديد خلال الأسابيع الماضية.
رد على الجزائر
على الرغم من أن كأس إفريقيا للاعبين المحليين وكأس العالم للأندية بطولتان رياضيتان، إلا أنه لا يمكن تجاهل طابعهما السياسي الذي فرضه تزامن موعدهما، وأيضا تنظيمهما في ظل صراع دبلوماسي هو الأشد بين البلدين الجارين، وفي الوقت الذي وجهت فيه الجزائر سهام النقد إلى الملاعب المغربية، مُحتمية بملاعبها الجديدة، وخاصة ملعب نيلسون مانديلا في براقي بالعاصمة، وملعب وهران الجديد، فإن المغرب يستعد لتقديم الإجابة من خلال استضافة بطولة عالمية أثقل وزنا.
وتمثل البطولتان منعطفا حاسما في التنافس بين البلدين على احتضان كأس أمم إفريقيا 2025، إذ يريد المغرب أن يظهر قدراته التنظيمية في كأس العالم للأندية، قبل المرور إلى استعدادات البطولة القارية الأهم، التي ستكون مدن الرباط وطنجة ومراكش وأكادير وفاس والدار البيضاء، بنسبة كبيرة، هي المرشحة لاستضافتها، في الوقت الذي بدأت تتسرب فيه معلومات عن أن ملاعب هذه المدن ستخضع خلال العامين القادمين لعمليات تجديد وتوسيع غير مسبوقة.