موقف إسبانيا من قضية الصحراء لن يتغير.. سانشيز يؤكد أن الاجتماع رفيع المستوى سيدعم ما جرى الاتفاق عليه سابقا
أكد رئيس الوزراء الإسباني بيدرو سانشيز، أن الاجتماع رفيع المستوى الذي تحتضنه الرباط اليوم الخميس بين أعضاء الحكومة الإسبانية ونظرائهم المغاربة، سيدعم الاتفاقات المتضمنة في الإعلان المشترك الصادر بتاريخ 7 أبريل 2022، في إشارة إلى تأكيد الموقف الإسباني من قضية الصحراء، في إطار دعم مخطط الحكم الذاتي الذي قدمته المملكة للأمم المتحدة.
وعند مشاركته في المنتدى الاقتصادي الذي حضره فور حلوله بالرباط رفقة رئيس الحكومة عزيز أخنوش، قال سانشيز إن هناك إرادة للمضي قدما في تحقيق الازدهار المشترك للمملكتين، مع علاقات قائمة على الحوار والصداقة، معتبرا أن الاجتماع رفيع المستوى الثاني عشر بين البلدين سيعطي دفعة جديدة للتعاون الثنائي، كما سيؤكد ما جرى الاتفاق عليه العام الماضي.
وقال سانشيز إن اجتماع اليوم "سيدعم الاتفاقات التي تم تبنيها خلال اجتماع أبريل الماضي مع الملك محمد السادس، الأمر الذي أكده للعاهل المغربي خلال الاتصال الثنائي الذي دار بينهما يوم أمس، في إشارة إلى ما حمله الإعلان المشترك من مواقف واضح بخصوص عدة قضايا، بما في ذلك التأكيد على أن مدريد تعتبر مخطط الحكم الذاتي في الصحراء هو الأكثر جدية وواقعية ومصداقية.
وشدد سانشيز على أن الهدف المشترك للبلدين هو دخول مرحلة جديدة لتطوير الإمكانات التي توفرها العلاقات الثنائية، على أسس متجددة من الثقة والالتزام بما تم الاتفاق عليه، إلى جانب الاحترام والتفاهم المتبادل، مؤكدا أن الاجتماع الأول بين حكومتي الرباط ومدريد منذ 8 سنوات، سينتهي بتوقيع 24 اتفاقية في مختلف المجالات.
وكان رئيس الحكومة، عزيز أخنوش، قد ألقى بدوره كلمة موجهة إلى سانشيز خلال المنتدى الاقتصادي المغربي الإسباني، أكد فيها أن العلاقات بين البلدين تعرف "عهدا جديدا في ظل دعم الحكومة الإسبانية لخطة الحكم الذاتي في الصحراء تحت السيادة المغربية، وأضاف "كانت لإسبانيا شجاعة الواقعية التاريخية، وهو الأمر الذي لا يسعنا إلا أن نشيد بها عاليا دولة وشعبا".
وأورد أخنوش أن الاجتماع رفيع المستوى يشكل فرصة للوقوف على متانة العلاقات التي تجمع بين البلدين، على ضوء رؤية العاهلين الملك محمد السادس والملك فيليبي السادس، مبرزا أن العلاقات التي تجمع المغرب وإسبانيا "عميقة ووثيقة"، كما أن المبادلات "غنية وتتجدد باستمرار"، وأضاف أنه "بالرغم من أن هذه العلاقات عانت في بعض الفترات من سوء الفهم، فإن الجانبين يجدان السبل الكفيلة بتجاوز ذلك".
ويوم أمس أيضا، قال بلاغ للديوان الملكي إن الملك محمد السادس أجرى اتصالا هاتفيا مع سانشيز وأورد أنه "خلال هذه المحادثات التي طبعها الدفء"، أشاد الملك محمد السادس بالتطور الذي تشهده المرحلة الجديدة للشراكة الثنائية، في سياق من التشاور والثقة والاحترام المتبادل، وذلك منذ اللقاء الذي جرى في 7 أبريل 2022 بين الملك ورئيس الحكومة الإسبانية، حيث تم تفعيل الالتزامات التي تضمنها البيان المشترك المعتمد بهذه المناسبة بشكل جوهري.
ونوع العاهل المغرب بانعقاد الدورة الثانية عشرة للاجتماع رفيع المستوى المغربية الإسبانية، بعد ثماني سنوات على عقد آخر دورة لهذه الآلية المؤسساتية، وتابع أنه في أفق تعزيز هذه الدينامية الإيجابية في الشراكة الإستراتيجية الثنائية الممتازة، دعا الملك رئيس الحكومة الإسبانية للقيام بزيارة رسمية للمغرب، في أقرب الآجال.