وقع اتفاقية توأمة بينما يحاول العالم تهميش حكومة نتنياهو.. عمدة فاس يفتح للمتطرفين الإسرائيليين بابا أغلقتها عمدة برشلونة
وجد عمدة فاس، عبد السلام البقالي، في مقارنة غير منتظرة مع عمدة برشلونة أدا كولاو، وذلك بعدما سارع إلى توقيع اتفاقية "توأمة" مع بلدية "كفر سابا" الإسرائيلية، في غمرة التصعيد الذي تشهده القدس وفي ظل وصول حكومة يمينية هي الأكثر تطرفا في تاريخ إسرائيل، الأمر الذي دفع المسؤولة الإسبانية إلى إعلان تعليق توأمة المدينة التي ترأسها مع تل أبيب.
وعاش محيط المجلس الجماعي لمدينة فاس على وقع احتجاجات رافقت دورة فبراير العادية، لإعلان رفض العديد من السكان إلى جانب فعاليات سياسية وحقوقية، الاتفاقية التي أبرمها عمدة المدينة خلال زيارة إلى إسرائيل، أما داخل قاعة الجلسة فغاب أكثر من ثلثي الأعضاء بمن فيهم أعضاء من الأغلبية تفاديا للإحراج، في حين انتقدت المعارضة هذه الخطوة.
وعجل البقالي بتوقيع اتفاقية التوأمة حتى قبل عرضها على المجلس الجماعي لمناقشتها والمصادقة عليها، بينما احتفى مكتب الاتصال الإسرائيلي في الرباط بهذه الخطوة، ونشر تغريدة أول أمس الخميس جاء فيها "نبتدئ نهاية هذا الأسبوع بخبر رائع: هنيئا لمدينة فاس ومدينة كفار سابا اللتان وقعتا اتفاقية توأمة بالأمس وذلك خلال زيارة تاريخية للسيد عبد السلام بقالي عمدة مدينة فاس لإسرائيل، نسعى لتحقيق المزيد من الانجازات المماثلة بين بلدينا".
واحتفى الإعلام الإسرائيلي بدوره بهذه الاتفاقية، ونقلت شبكة i24 عن رئيس بلدية كفر سابا، رافي ساعر، قوله إنه التقى بالبقالي، المنتمي لحزب التجمع الوطني للأحرار الذي يقوده رئيس الحكومة عزيز أخنوش، بشكل خاص وودي خلال مؤتمر "كوب 27" بمدينة شرم الشيخ المصرية، "ومن هناك ولدت فكرة الزيارة التاريخية لمدينتنا، على حد تعبيره، وأعرب عن يقينه بأن "هذه الزيارة ليست سوى خطوة أولى على طريق توثيق التعاون في مختلف المجالات".
وبالتزامن مع ذلك كانت عمدة برشلونة، أدا كولاو، تُوقف بشكل مؤقت علاقات المدينة الإسبانية بمدينة تل أبيب، حيث وجهت رسالة إلى رئيس الحكومة الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، تعلين فيها تجميد التوأمة إلى أن تضع السلطات الإسرائيلية حدا للانتهاك الممنهج لحقوق الإنسان ضد الفلسطينيين، مؤكدة أن هذه الخطوة تستند إلى عريضة وجهتها لها فعاليات مدنية داعمة للشعب الفلسطيني.
وأوقفت المسؤولة الإسبانية اتفاقية يعود تاريخ توقيعها إلى سنة 1998، وقالت في رسالتها إنها تأمل أن يكون تعليقها مؤقتا، لأن الهدف منها هو الدعوة للتفكير والعمل، وتابعت أنه من المهم جدا التمييز بين سياسات الدولة، التي هي في هذه الحالة إسرائيل، وسائر اليهود وثقافتهم، مع إعلان استعداد مجلس المدينة للانخراط في أي مبادرة لبناء السلام.