الأزمة بين باريس والجزائر تزداد تصعيدا والأخيرة ترفض استقبال المهاجرين المُرحّلين من فرنسا
تزداد العلاقات بين الجزائر وفرنسا توترا منذ واقعة تهريب باريس لناشطة صحفية حقوقية من الجزائر عبر الحدود التونسية، حيث تشير التطورات الأخيرة إلى توجه الجزائر نحو إيقاف التعاون مع فرنسا في مجال الهجرة غير النظامية، وفق ما كشفت عنه مصادر إعلامية جزائرية.
وحسب ذات المصادر، فإن الجزائر أوقفت منح التصاريح القنصلية لفائدة السلطات الفرنسية من أجل ترحيل المهاجرين غير النظاميين الجزائريين من فرنسا إلى بلدهم، في خطوة الهدف منها إعراب الجزائر عن غضبها الشديد مما قامت به فرنسا مؤخرا، بتهريب مواطنة جزائرية تحمل الجنسية الفرنسية من الجزائر إلى فرنسا بالرغم من أنها تتُابع قضائيا داخل البلاد.
وكانت الجزائر قد استدعت سفيرها من باريس للتشاور على خلفية هذه القضية منذ أسابيع، ولازال السفير الجزائري لم يعد إلى منصبه في باريس، ولا تبدو هناك مؤشرات في الأفق على قرب تجاوز هذه الأزمة الجديدة التي نشبت على بُعد أسابيع قليلة من حدوث تحسن في العلاقات الثنائية بين الطرفين عقب الزيارة التي قام بها ماكرون إلى الجزائر.
وبخصوص إيقاف الجزائر منح التراخيص القنصلية لاستقبال مواطنيها المرحلين من فرنسا، فإن الأخيرة لم تصدر أي قرار أو بلاغ رسمي في هذا الموضوع، علما أنها في العامين الماضيين كانت قد أصدرت قرارا بتقليص التأشيرات الممنوحة للجزائريين والمغاربة والتونسيين لعدم تعاون هذه البلدان في مسألة استقبال رعايا الذين ترغب فرنسا في ترحيلهم.
وتراجعت فرنسا عن هذا القرار في الشهور الأخيرة، بعد حدوث تحسن في العلاقات بينها وبين الجزائر وفرنسا، على إثر الزيارة التي قام بها ماكرون للبلدين، في حين أعلنت وزيرة الخارجية الفرنسية أواخر العام الماضي عن توقف أزمة التأشيرات مع المغرب خلال زيارتها إلى الرباط ولقائها بوزير الخارجية المغربي ناصر بوريطة.
وفي الوقت الذي تزداد فيه العلاقات تأزما بين الجزائر وفرنسا، فإن علاقات الأخيرة مع المغرب بدورها ليست في أحسن أحوالها، بل لازال الجمود الديبلوماسي قائما بين الطرفين، كما أن المغرب منذ تعيين سفيره في باريس في منصب آخر داخل البلاد، لازال منصب السفير المغربي في فرنسا حاليا شاغر من أي ممثل.
ويُرجح بقوة أن سبب الأزمة بين باريس والرباط، ترجع بالأساس إلى رفض ماكرون اتخاذ موقف واضح وصريح من قضية الصحراء المغربية، بالرغم من أن فرنسا كانت دائما الحليف الأول للمغرب.