جمارك دولية أم "إقليمية"؟.. افتتاح المعبر الجمركي بباب سبتة يمر من "مخاض عسير"
لازالت طبيعة المعبر الجمركي بباب سبتة تخلق الكثير من النقاش والجدل في إسبانيا، حيث طرح الحزب الشعبي "PP" المعارض أسئلة جديدة حول ما إذا كان هذا المعبر سيكون عبارة عن معبر جمركي ذو طبيعة دولية على غرار باقي معابر الجمارك في العالم، أم سيكون بطبيعة "إقليمية" خاص بتنقل البضائع بين سبتة والمغرب فقط.
ودفعت هذه الأسئلة وزارة المالية في حكومة سبتة المحتلة للخروج بتصريح تُعلن فيها باستغراب عن عدم معرفتها بمعنى "الجمارك الإقليمية"، مشيرة إلى أن الجمارك في باب سبتة سيكون نشاطها على غرار باقي المعابر الجمركية في العالم، ما يعني أن تنقل البضائع سيكون بحرية ودون قيود عدا الخضوع للرسوم الجمركية فقط.
هذا الرد من حكومة سبتة المحتلة، لا يبدو مقنعا للعديد من الجهات في إسبانيا، حيث ترى أن طبيعة نشاط الجمارك الدولية، تتطلب إنشاء معابر كبرى ومكاتب خاصة بالرسوم الجمركية وحرية التنقل الواسعة، وهو ما لا يتوفر عليه معبر تراخال إلى حدود الساعة، حيث تم تخصيص معبر واحد جمركي ومكاتب صغيرة خاصة بالرسوم الجمركية لم يتم الانتهاء من إنشاءها بعد.
ويضيف هؤلاء، أن المغرب من جانبه لم يقم ببناء أي منشآت متعلقة بالنشاط الجمركي المرتقب أن ينطلق في الأيام أو الأسابيع القليلة المقبلة، الأمر الذي يزيد من دعم الانطباع السائد لديهم، بأن الجمارك في باب سبتة ستكون ذات طبيعة "إقليمية" لتقنين تنقل البضائع بين سبتة ومحيطها المغربي فقط.
وكان نشاط الجمارك في باب سبتة من المرتقب أن ينطلق منذ عدة أسابيع مضت، لكن لحدود الساعة لم ينطلق النشاط بشكل كامل، مما يشير إلى وجود ما يشبه "مخاض عسير" للاتفاق على طبيعة هذا المعبر الجمركي بين الرباط ومدريد.
هذا وتجدر الإشارة إلى أن رئيس سبتة المحتلة، خوان فيفاس، استغل مؤخرا زيارة رئيس الحكومة الإسبانية، بيدرو سانشيز، إلى المدينة لافتتاح مركز صحي في منطقة تراخال، لمطالبته بالعمل على فتح المعبر الجمركي لنقل البضائع مع المغرب بشكل كامل دون قيود وصفها بـ"السياسية".
وحسب ما أوردته "أوروبا بريس"، فإن رئيس سبتة طالب في لقاءه مع سانشيز بضرورة اعطاء انطلاقة النشاط الجمركي لنقل البضائع مع المغرب بشكل كامل، دون "قيود سياسية"، في تلميح إلى التقارير التي تتحدث عن وجود اتفاق مغربي إسباني باطلاق نشاط جمركي مقيد وبصبغة إقليمية مخالف لما هو متعارف عليه بالنسبة للمعابر الجمركية في العالم.
وترجع هذه التقارير، إلى كون أن الرباط ترفض اطلاق نشاط جمركي دولي في معبر باب سبتة، في ظل عدم اعترافها الرسمي بسيادة إسبانيا على مدينة سبتة، حيث يعتبر المغرب أن سبتة هي أراض مغربية محتلة، وبالتالي الموافقة على فتح معبر جمركي بصيغة دولية هو بمثابة اعتراف بالسيادة الإسبانية على المنطقة.