في اتهام ضمني للمغرب.. الرئيس الجزائري: الأزمات بتونس ازدادات بعد استقبال قيس سعيد لزعيم "البوليساريو"
اتهم الرئيس الجزائري، عبد المجيد تبون، المغرب بشكل ضمني، بأنه يقف وراء ازدياد الأزمات التي تعيشها تونس، وذلك خلال حواره الخاص الذي أجراه مع قناة الجزيرة التي بُث كاملا اليوم الأربعاء، والتي كرر فيه الاتهامات المعهودة ضد المغرب واعتبر أن العلاقات مع الرباط وصلت إلى نقطة اللاعودة.
وقال الرئيس الجزائري بشأن علاقات بلاده مع تونس، بأنها علاقات جيدة وأن نظامه يدعم نظام قيس سعيد، لكنه أشار -حسب قوله- إلى وجود مؤمرات تُحاك ضد تونس من طرف "عناصر" لم يسمّيها، قبل أن يضيف بأن الأزمات التي تعيشها الجارة الشرقية تضاعفت منذ استقبال الرئيس التونسي قيس سعيد، لزعيم جبهة "البوليساريو" الانفصالية، إبراهيم غالي، في غشت 2022.
ويتضمن هذا الكلام من الرئيس الجزائري، اتهاما ضمنيا موجها للمملكة المغربية، على اعتبار أن الرباط كانت قد رفضت بشدة ما أقدم عليه الرئيس التونسي قيس سعيد، وقامت باستدعاء سفيرها احتجاجا على خطوة سعيد الذي لم يسبق أن قام بها أي رئيس تونسي من قبل.
وكان النظام التونسي قد برر استقبال زعيم "البوليساريو"، بدعوى أن الجبهة الانفصالية عضو في الاتحاد الإفريقي، وبما أن تونس كانت هي الدولة المستضيفة لقمة "تيكاد 8" الاقتصادية بين اليابان وإفريقيا، كان لزاما عليها استقبال زعيم الجبهة، غير أن هذا المبرر لم يُقنع الرباط، خاصة أنه كان بإمكان حضور زعيم الجبهة دون أن يكون في استقبال رسمي حضره الرئيس.
وكانت خطوة الرئيس التونسي قد جاءت بعد شهور قليلة من حصوله على قروض مالية ضخمة من الجزائر بفوائد تفضيلية، وبعد زيارة رسمية كان قد حل فيها بالجزائر للمشاركة في أحد الاحتفالات الوطنية التي حضرها أيضا زعيم الجبهة الانفصالية، وبالتالي ربطت عدد من التقارير الدولية، أن استقبال قيس سعيد لإبراهيم غالي استقبالا رسميا في العاصمة تونس كان بإيعاز وطلب من الجزائر.
هذا وتجدر الإشارة إلى أن العديد من الأطراف السياسية والمدنية في تونس، بدورها عارضت ما أقدم عليه قيس سعيد، واعتبرت أن هذا يُخرج تونس من دائرة الحياد الإيجابي في نزاع الصحراء، وسيؤدي إلى تأزم علاقاتها مع المملكة المغربية. ولازالت إلى حدود الساعة العلاقات بين الرباط وتونس ليست على ما يُرام ولم يعد السفير المغربي إلى تونس، كما أن السفير التونسي الذي استدعته تونس مباشرة بعد استدعاء المغربي لسفيره، لم يعد بدوره إلى منصبه في الرباط.
ويعيش نظام قيس سعيد مشاكل داخلية عديدة، حيث تتهمه المعارضة والعديد من المنظمات الحقوقية والمدنية بالدكتاتورية والعنصرية، كما أن البلاد تعيش أوضاعا اقتصادية صعبة تقترب من حافة الإفلاس.
تعليقات
بإمكانكم تغيير ترتيب الآراء حسب الاختيارات أسفله :