فرنسا تمنع توقف المباريات للسماح للاعبين المسلمين بكسر صيام رمضان
تعي فرنسا جيا أن معظم أنديتها المحترفة تضم لاعبين مسلمين، الكثير منهم فرنسيون ويمثلون منتخب الديوك، وآخرون ينتمون لمنتخبات أخرى من بينها المغرب، لكن مع ذلك ألزم الاتحاد الفرنسي لكرة القدم الحكام ومنظمي مباريات الدوري بعدم توقيف المباريات للسماح لهؤلاء اللاعبين بكسر الصيام خلال شهر رمضان عكس ما تفعله بطولات أكثر شهرة وتأثيرا.
وراسل الاتحاد الفرنسي لكرة القدم واللجنة الفدرالية للحكام جميع الأندية والحكام والهيئات المتدخلة في تنظيم مباريات "الليغ 1" لتذكيرهم بأنه يُمنع عليه إتاحة الفرصة للاعبين المسلمين للإفطار وسط المباريات عن طريق توقيفها للسماح لهم بشرب الماء أو تناول بعض الأطعمة، مستندة في ذلك على تفسير المادة الأولى من قوانين الاتحاد التي تمنع "خلط الدين بكرة القدم".
والفقرة التي استندت إليها مراسلة الاتحاد الفرنسي، وفق ما كشفت عنه صحيفة "ليكيب" هي التي تنص على أن "كرة القدم لا تأخذ بعين الاعتبار القناعات السياسية أو الدينية أو الإيديولوجية أو النقابية للاعبين"، وتابعت المراسلة "هذا المبدأ ينطبق على الجميع، الهيئات والأندية وأصحاب الرخص والحكام، وعلى الجميع العمل على ضمان احترامه".
ويضم الدوري الفرنسي عددا كبيرا جدا من المحترفين المسلمين، وهو أكبر دوري يضم لاعبين مغاربة أو من أصول مغربية، وفي كأس العالم 2022 بقطر، البطولة التي وصل فيها أسود الأطلس لنصف النهائي، كان المنتخب يضم 5 لاعبين من "الليغ 1" ويتعلق الأمر بأشرف حكيمي من باريس سان جيرمان وأشرف داري من بريست وزكرياء أبو خلال من تولوز وسفيان بوفال وعز الدين أوناحي من أونجي.
وفي الوقت الذي اختار فيه فرنسا هذا النهج المزعج للمسلمين، فإن الأمر مختلف تماما في الدوري الإنجليزي، وهو الأقوى عالميا، فقبل أيام قالت شبكة "سكاي سبورتس" أن مباريات "البريمير ليغ" ستحتوي على فترات استراحة تسمح للاعبين المسلمين بكسر صيامهم داخل رقعة الملعب، وتم إخطار الحكومة بتوقيف اللعب لتمكين الصائمين من تناول السوائل وبعض المواد الطاقية والمُكملات الغذائية.
ووفق إحصاء نقلته وكالة الأنباء الفرنسية AFP عن مركز دراسات pew research center الذي يوجد مقره في الولايات المتحدة الأمريكية، سنة 2017، فإن عدد المسلمين في فرنسا هو 5,7 ملايين شخص بنسبة 8,8 في المائة من إجمالي السكان، مع توقعات بوصول هذه النسبة إلى 12,7 في المائة سنة 2025 ليصل عدد المسلمين إلى أكثر من 8,5 ملايين شخص.
