بعد اتهام المغرب بالتعامل معها.. الإدارة الأمريكية تشتري برنامجا لاختراق الهواتف من NSO الإسرائيلية رغم رفض بايدن
في الوقت الذي لا تزال فيه تأثيرات اتهامات المغرب باستخدام برنامج التجسس إسرائيلي الصنع "بيغاسوس" الذي ورته شركة NSO الإسرائيلية، طاغية على العلاقات بين المملكة وعدة أطراف، وتحديدا فرنسا والبرلمان الأوروبي، كشفت صحيفة نيويورك تايمز أن الإدارة الأمريكية نفسها لجأت إلى أسلوب مماثل، حين اقتنت برنامج مشابها من الشركة العبرية.
وقالت الصحيفة الأمريكية إن حكومة جو بايدن وقعت "عقدا سريا" مع مجموعة NSO الإسرائيلية لتزويدها ببرنامج قوي لتحديد المواقع الجغرافية يسمح بتتبع أصحاب الهواتف المُخترقة، وهي الخطوة التي تمت بعد 5 أيام فقط من إعلان البيت الأبيض أن الشركة المذكورة تشكل "تهديدا للأمن القومي" ووضعها في اللائحة السوداء لوزارة التجارة الأمريكية بتاريخ 8 نونبر 2021.
ووفق ما جاء في الوثائق التي نشرت "نيويورك تايمز" مضامينها، فإن العقد لا يزال ساري المفعول إلى الآن، وهو لا يحدد اسم الوكالة الفدرالية التي تم تزويدها ببرنامج التجسس المسمى "لاندمارك"، ويعمل البرنامج عبر اختراق الهواتف الذكية، وأعطت الشركة الإسرائيلية لمسؤولين أمريكيين حق الوصول إلى نطاق يمكنهم من تحديد المستهدفين عبر تدوين رقم الهاتف المعني.
وعلى طريقة "بيغاسوس" يمكن لـ"لاندمارك" تحديد موقع هاتف المعني بالأمر دون أن يشعر هو بذلك وطبعا دون موافقته، وجرى تحديد آلاف الهواتف في المكسيك، لكن العقد يسمع باستهداف أرقام الهواتف داخل الولايات المتحدة أيضا، واقتنت الإدارة الأمريكية هذا البرنامج عن طريق شركة تسمة "كليوباترا هولدينغ" وصفها التقرير بأنها "واجهة" للعملية.
والمثير في الأمر أيضا أن المقاول الذي أتم العملية هو ريفا روبين، يوجد مكتبه في نيوجيرسي، وهو نفسه الذي استخدمته الإدارة الأمريكية سنة 2019 لاقتناء برنامج "بيغاسوس" وهذه المرة استخدم اسما مستعارا هو "بيل مالون" لتوقيع عقد شراء "لاندمارك" لصالح حكومة واشنطن.
ونقلت "نيويورك تايمز" عن مسؤول كبير في البيت الأبيض قوله إن الإدارة الأمريكية ليست على علم بهذا العقد، معتبرا أن استخدام البرنامج المذكور "سيكون مقلقا للغاية"، على اعتبار أنه ينتهك أمرا تنفيذيا صادرا عن الرئيس بايدن، في حين أبرزت NSO أنها تبيع منتجاتها التقنية فقط لحلفاء إسرائيل والولايات المتحدة الأمريكية، بما يتوافق ومصالح الأمن القومي الأمريكي ووكالات تنفيذ القانون الحكومية في جميع أنحاء العالم.
وكان المغرب من بين الدول التي اتُهمت باستخدام برنامج التجسس الإسرائيلي "بيغاسوس"، ليس فقط لاختراق هواتف حقوقيين وصحافيين ونشطاء معارضين، وإنما أيضا للتجسس على هواتف رؤساء ومسؤولي دول عديدة، من بينهم الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، وهو الأمر الذي نفته الحكومة المغربية بشكل رسمي وتحاول مقاضاة الجهات التي تدعي ذلك.