نقابة البترول: لاسامير قادر على تغطية ثلثي حاجيات المغرب من النفط المكرر وتعطيلها ضيّع 30 مليار درهم من العملة الصعبة
قالت النقابة الوطنية لصناعات البترول والغاز، إن القدرات الإنتاجية الحالية لمصفاة "لاسامير" تستطيع تلبية ثلثي الحاجيات الوطنية من النفط المكرر، وذلك في سياق مساعي بيع المؤسسة في المزاد العلني في ضمن عملية التصفية القضائية التي تتعرض لها، والتي شهدت توصل المحكمة التجارية بالدار البيضاء بطلبات شراء من مؤسسات أجنبية.
ودعت النقابة الدولة المغربية إلى الاستثمار في "لاسامير" وذلك في ظل "المساعي المفتوحة" للمحكمة التجارية بالدار البيضاء، من أجل التفويت الشمولي لأصول الشركة، مُطهرةً من الديون والرهون ومن كل الالتزامات التي تسبق تاريخ البيع، وبناء على حجم "الخسائر الرهيبة" التي يتكبدها المغرب من جراء تعطيل تكرير البترول بمصفاة المحمدية واشتعال أسعار المحروقات في ظل سياق دولي محفوف بكل المخاطر.
وقالت النقابة المنضوية تحت لواء الكونفدرالية الديمقراطية للشغل، في بلاغ توصلت به "الصحيفة"، إنه خلافا لما يروجه "أعداء الصناعة الوطنية والداعمون لوضعية الاحتكار والهيمنة والتحكم في سوق المحروقات بالمغرب، فإن شركة لاسامير ما زالت قادرة على استئناف نشاطها الطبيعي وإنتاج الثروة لصالح المغرب والمغاربة".
وأوضحت النقابة أن أصول شركة لاسامير تتكون من مصفاة المحمدية وسيدي قاسم والمساهمات في شركات salamgaz وsomas وsdcc وtspp وjps وغيرها من العقارات، وتقدر متطلبات صيانة الشركة بحوالي 2,4 مليار درهم وفي أجل لا يتعدى 8 أشهر، في حين تصل الطاقة التكريرية لها لحوالي 200 ألف برميل يوميا.
وأكدت النقابة أن كفاءة مصفاة لاسامير أعلى من دول أوروبا الغربية، وذلك وفق المؤشر العالمي "نيلسون"، التي تصل إلى 7,4 بالنسبة لـ"لاسامير" مقابل 6,7 لمصافي الأوروبية، كما أن الشركة قادرة على تغطية 67 في المائة من الطلب الوطني مع القدرة على تخزين 71 يوم من الاستهلاك الوطني، منها 6 أيام بسيدي قاسم المرتبط مع المحمدية بقناة تحت الأرض.
وأوضحت النقابة الوطنية لصناعات البترول والغاز أن الأرباح الصافية لتشغيل المصفاة في سنة 2022 قُدرت بحوالي 9 مليار درهم مغربي أي زهاء نصف ثمن التفويت، ويُقدر حجم تبديد العملة الصعبة بحوالي 30 مليار درهم بشراء المنتجات الصافية عوض النفط الخام.
وشددت النقابة على أن الحكومة "مطالبة ومسؤولة" على حماية مصالح المغرب المرتبطة بشركة لاسامير والكف من "هدر الثروة وضياع الوقت"، وذلك باستئناف تكرير البترول بمصفاة المحمدية عبر تيسير التفويت القضائي لحساب الأغيار المهتمين وتشجيعهم على الاستثمار في اقتناء أصول الشركة، أو التفويت لحساب الدولة المغربية باعتبارها الدائن الأول بحصة 82 في المائة.
وفي مارس الماضي قالت تقارير إعلامية إن المحكمة التجارية بالدار البيضاء تلقت عروضا بقيم مختلفة وصلت إلى 2,8 مليار دولار لشراء المؤسسة التي كانت مملوكة لرجل الأعمال السعودي محمد العامودي، وهو رقم أعلى مما حدده إعلان المحكمة التجارية كسعر افتتاحي، والمحدد في 21 مليار درهم، أي حوالي ملياري دولار، ما يعني إمكانية إتمام بيعها.
وحسب المصادر ذاتها فإن العروض الـ15 تراوحت قيمتها ما بين 1,8 مليار دولار و2,8 مليار دولار، وهي قادمة من الولايات المتحدة الأمريكية والسعودية والإمارات وإسبانيا وفرنسا وبريطانيا والهند، دون الحديث عن أي عرض مغربي، وفي حال ما حسمت المحكمة التجارية في أحد العروض المقدمة ستكون الجهة التي قدمته مطالبة بتقديم ضمانة بنكية عبر إحدى الأبناك المغربية قبل إتمام الصفقة.