بسبب رفض الرباط لجمارك دولية بباب سبتة.. إسبانيا تقرر فتح جمارك "إقليمية" مع المغرب
بدأت الصورة تتضح أكثر بخصوص طبيعة الجمارك التجارية التي سيتم افتتاحها بباب سبتة قريبا، حيث كشف الحكومة الإسبانية عبر المدير التنفيذي للحكومة دافييد مونيوز، أن نشاط الجمارك بمعبر تراخال الحدودي مع المغرب سيكون نشاطا محدودا مما يجعل الجمارك ذات طبيعة "إقليمية" وليست دولية.
ووفق ما أوردته الصحافة الإسبانية في هذا السياق، فإن المدير التنفيذي لحكومة سانشيز، رد على عدد من الأسئلة التي تقدم بها نواب إسبان بشأن نشاط الجمارك بباب سبتة، حيث قال بأن نشاط الجمارك بباب سبتة سيسهر عليه 6 موظفين فقط، وتوقيت العمل سيكون كذلك محدودا.
وأضاف نفس المسؤول الإسباني، بأن نشاط الجمارك التجارية لن يكون 24 ساعة متواصلة في 7 أيام من الأسبوع، بل سيكون من يوم الاثنين إلى الجمعة ابتداء من الساعة الثامنة صباحا إلى غاية الثامنة مساء، في حين سيكون النشاط منحصرا بين التاسعة صباحا والسادسة مساء يومي السبت والأحد.
وبالرغم من الحكومة الإسبانية رفضت وصف الجمارك التجارية بباب سبتة بأنها "جمارك إقليمية" بدعوى أن هذا الوصف لا يوجد، إلا أن الصحافة الإسبانية اعتبرت أن محدودية النشاط الجمركي في باب سبتة يشير إلى أن هذه الجمارك ستكون ذات طبيعة إقليمية تربط سبتة بمحيطها المغربي فقط وليس ذات طبيعة دولية.
ويتضح أن توجه إسبانيا لإحداث الجمارك التجارية بهذه الصيغة في معبر باب سبتة، يرجع إلى رفض المغرب افتتاج جمارك ذات طبيعة دولية في هذه النقطة الحدودية، لأن مواقفة الرباط على إحداث جمارك دولية سيكون بمثابة اعتراف رسمي بسيادة إسبانيا على سبتة المحتلة.
ولازالت المملكة المغربية ترفض بشكل قاطع الاعتراف بالسيادة الإسبانية على سبتة ومليلية، وتعتبرها أراض مغربية محتلة، ولا يُستبعد أن يطالب المغرب باسترجاعهما في أي وقت من الأوقات، وبالتالي فإنه لا يرغب في قطع أي امكانية لحدوث ذلك بالموافقة على السيادة الإسبانية على المدينتين.
ومن جهتها، فإن الحكومة الإسبانية تريد التخفيف من الضغوطات التي تواجهها بسبب سبتة ومليلية نتيجة الحصار المغربي عليهما في السنوات الأخيرة بإيقاف حركة التصدير والاستيراد معهما، وبالتالي فإن إحداث النشاط الجمركي سيؤدي إلى تخفيف الوضع الاقتصادي في المدينتين، خاصة أنهما تعتمدان على الاستيراد من المغرب العديد من السلع.
هذا وتجدر الإشارة إلى أن العلاقات بين المغرب وإسبانيا تشهد منذ عام تحسنا كبيرا بعد تجاوز الخلاف الديبلوماسي المتعلق بالصحراء المغربية، حيث أعلنت مدريد عن دعمها لمقترح الحكم الذاتي المغربي لحل النزاع، وبالتالي فإن الرباط وافقت على فتح جمارك إقليمية بباب سبتة لتخفيف الوضع الاقتصادي على المدينة.
تعليقات
بإمكانكم تغيير ترتيب الآراء حسب الاختيارات أسفله :