ديربي الدار البيضاء على صفيح ساخن.. عوامل عدة تسبق المواجهة المرتقبة بين الرجاء والوداد‎‎

تتجه أنظار الرأي العام الرياضي المغربي، مساء غد الأربعاء، إلى ملعب محمد الخامس بمدينة الدار البيضاء، مسرح المواجهة المرتقبة بين فريقي الرجاء والوداد الرياضيين، لحساب الجولة 21 من البطولة الاحترافية لكرة القدم.

مواجهة "الديربي"، تأتي في ظرفية خاصة هذا الموسم، فبالإضافة لتزامنها مع أمسية رمضانية، فإن عوامل عدة تجعل من الموعد قمة منتظرة، سواء من الجانب "الأخضر" أو "الأحمر"، في انتظار ما ستجود به أقدام اللاعبين على أرضية الميدان.

ديربي المدرجات.. أزمة التذاكر ودعوات المقاطعة

قبل 24 ساعة من موعد المباراة المنتظرة بين الغريمين التقليديين، الرجاء والوداد، مازالت جماهير الأخير مترددة في إقتناء تذاكر اللقاء من عدمها، في ظل دعوات فئة كبيرة من جماهير الفريق "الأحمر" بالمقاطعة.

دعوات المقاطعة من الجانب "الودادي"، أملته الأثمنة المخصصة للتذاكر، والتي حددت في 100 درهما للمدرجات المكشوفة و200 درهما للمدرجات المغطاة، والتي يراها مناصرو الوداد مبالغا فيها قياسا بما هو معمول به من أثمنة في مباريات البطولة الاحترافية.

وكانت إدارة نادي الرجاء الرياضي البيضاوي، باعتبارها الطرف المستضيف، قد طرحت 36 ألف تذكرة، مناصفة بين أنصار الفريقين، علما أن فئة كبيرة من جماهير الرجاء لن تكون مضطرة لاقتناء التذاكر، باعتبار توفرها على بطائق اشتراك سنوية.

في ظل هذا الغموض، من المنتظر أن يعلن فصيل "الوينرز" المساند لفريق الوداد، موقفه الرسمي، بالحضور أو المقاطعة، في غضون الساعات المقبلة، وهو القرار الذي سيحسم في اقتناء أنصار النادي "الأحمر" للتذاكر المخصصة لهم في المنطقتين 2 و4.

في سياق مرتبط، من المنتظر أن يعرف المدرج الجنوبي لملعب محمد الخامس، تحضير "تيفو" عملاق لفصيل "غرين بويز" المساند للرجاء، بالإضافة إلى برنامج من اللوحات الإبداعية التي تعودت جماهير "الأخضر" رسمها خلال مباريات الفريق، منذ سنوات.

الديربي الرمضاني.. ذكريات تاريخية خاصة

يختزل تاريخ "الديربي" البيضاوي بين الرجاء والوداد، فصولا من مواجهات عدة جمعت الطرفين، بعضها صادف شهر رمضان، حيث أن أشهرها ذكرى المواجهة التاريخية بين الفريقين ذات عشية من الشهر الفضيل، حين تغلب الرجاء على غريمه الوداد بنتيجة خمس أهداف مقابل هدف واحد، لحساب منافسات كأس العرش، وهي أكبر حصة في تاريخ الموجهات المباشرة.

بالإضافة للطابع الرمضاني، فإن مباراة الغد ستجرى ليلا تحت الأضواء الكاشفة لملعب محمد الخامس، بحضور الجماهير، وهي من المرات النادرة في تاريخ "الديربي".

ومن بين أشهر مباريات "الديربي" المسائية، تعود الذاكرة إلى مواجهة إياب دور ثمن نهائي كأس محمد السادس للأندية العربية الأبطال، في 23 نونبر 2019، والتي شهدت تأهل الرجاء، بعد التعادل بنتيجة أربع أهداف لمثلها وتحقيق "الريمونتادا" الشهيرة، بعد أن كان الفريق "الأخضر" متأخرا بفارق ثلاث أهداف.

في منافسات البطولة الاحترافية، آخر مباراة جمعت الرجاء والوداد، مساءا وبحضور الجماهير، تعود إلى موسم 2004/2005، حين تمكن الفريق "الأخضر" من تحقيق انتصار هام، في الدقيقة الأخيرة من المباراة، بواسطة اللاعب سفيان العلودي.

ديربي 2023.. حسابات موسم بأكمله!

على غرار مباريات "الديربي" السابقة، فإن فريق الوداد يدخل في ثوب البطل لمواجهته لغريمه التقليدي، غدا الأربعاء، وهو ينافس بشدة على صدارة الدوري المحلي، بفارق نقطتين فقط عن المتصدر الجيش الملكي.

الوداد الذي يسعى للحفاظ على لقبه والبحث عن التتويج بالدرع المحلي للمرة الثالثة تواليا، يراهن على مباراة "الديربي"، من أجل تعميق جراح الرجاء، محليا، الأخير الذي يحتل الرتبة الرابعة، برصيد 33 نقطة، بفارق 11 نقطة عن صاحب المركز الأول.

بالرغم من أن الانتصار في مباراة "الديربي" له دلالاته الخاصة لدى الفريقين، إلا أنه يكتسي أهمية أخرى في حسابات التتويج باللقب، فانتصار الوداد سيمنحه صدارة مؤقتة ويقضي جزئيا على آمال الرجاء في المنافسة، فيما أن فوز الفريق "الأخضر" باللقاء، من شأنه أن يشعل فتيل الصراع في مقدمة الترتيب ويترك الحسم في أمر البطل حتى الجولات الأخيرة.

من جانب الرجاء، الذي يعيش على وقع اللاستقرار التسييري، خلال السنوات الأخيرة، فإن مباراة "الديربي" قد تشكل طوق أمان بالنسبة للرئيس الحالي عزيز البدراوي، الأخير الذي ينتظر من فريقه تحقيق نتيجة إيجابية، مخافة تعرضه لأسهم النقد من طرف أنصار الفريق.