رئيس مجلس المستشارين المغربي النعم ميارة: المغرب سيسترجع سبتة ومليلية دون اللجوء إلى السلاح
قال رئيس مجلس المستشارين وعضو اللجنة التنفيذية لحزب الاستقلال، النعم ميارة، أمس السبت، إن المغرب سيسترجع مدينتي سبتة ومليلية المحتلتين من دون اللجوء إلى لغة السلاح، بل عن طريق المفاوضات الجادة بين الرباط ومدريد، لأن هذا الطريق هو الكفيل بتحقيق ذلك حسب تعبير ميارة.
وأضاف ميارة الذي كان يتحدث خلال لقاء نظمته منظمة المرأة الاستقلالية، حمل عنوان "سنة على دخول العلاقات الإسبانية المغربية مرحلة جديدة، الأسس والفرص"، بأن قضية سبتة ومليلية لم تكن في يوم من الأيام بالنسبة لحزب الاستقلال موضوع "مقايضة" وأن الحزب دائما يؤكد على أن المدينتين ستعودان إلى المغرب في يوم من الأيام.
ووجه ميارة خلال ذات اللقاء دعوة إلى الجالية المغربية المقيمة في إسبانيا، بالاندماج في الأحزاب السياسية المشاركة في الانتخابات سواء البلدية أو البرلمانية، من أجل العمل على تقريب وجهات النظر بين البلدين وتشكيل "لوبي" للدفاع عن القضايا التي لها علاقة بأرض الوطن وتغيير المواقف لصالح المملكة المغربية من داخل إسبانيا.
وأكد رئيس مجلس المستشارين المغربي، على ضرورة "التنسيق مع جمعيات المجتمع المدني الإسبانية التي لها تأثير على القرار السياسي الإسباني لتوضيح الحقائق المرتبطة بملف الصحراء المغربية وضرورة تثمين الروابط بين المجتمع المدني المغربي والمجتمع المدني الإسباني".
وبدأت هذه التصريحات التي أطلقها ميارة تستأثر باهتمام بعض المنابر الإعلامية الإسبانية، الأمر الذي يُرجح أن تثير هذه التصريحات جدلا في إسبانيا، خاصة من طرف بعض الأحزاب السياسية المعارضة لحكومة بيدرو سانشيز، التي تستغل مثل هذه المواقف والتصريحات لتوجيه انتقادات للحكومة بدعوى أن الأخيرة بالرغم من نسجها لعلاقات جيدة مع الرباط إلا أن الأخيرة لازالت "تتحرش" بسيادة إسبانيا على سبتة ومليلية.
والواقع أن فتح علاقات جديدة بين المغرب وإسبانيا، لم يشمل أي موقف من طرف الرباط لصالح إسبانيا بخصوص مدينتي سبتة ومليلية، بالرغم من أن العديد من التقارير الإعلامية الإسبانية كانت قد لمّحت إلى وجود اتفاق سري بين المغرب وإسبانيا بشأن المدينتين يوقف مطالب الرباط باسترجاعهما، مقابل اعتراف مدريد بسيادة المغرب على الصحراء.
هذا وبالرغم من أن تصريحات ميارة تأتي في سياق حزبي، إلا أن بعض الأطراف المتطرفة في إسبانيا يُتوقع أن تتخذ هذه التصريحات من أجل "دعم" مواقفها المناهضة للمملكة المغربية، وتصوير المغرب على أنه بلد لا يُمكن "الاطمئنان" في تمتين العلاقات الثنائية معه.
وتجدر الإشارة إلى أن المغرب عبر تاريخه منذ احتلال سبتة ومليلية من طرف البرتغال وإسبانيا ثم تحولهما معا للسيادة الإسبانية فيما بعد، لم يعترف في يوم من الأيام بسيادة إسبانيا عليهما، ولازال يعتبرهما على المستوى الرسمي بأنهما أراض مغربية محتلة.