لهيب الصحراء - خطة الهروب [ 20 ]
رواية لهيب الصحراء هي حكاية عن مقاتل داعشي يراجع أفكاره خلال عملية بين ليبيا والمغرب حين يكتشف فساد أفكار داعش، وتحكم بعض الأنظمة العربية فيها. خلال رحلة أبي حفص عبر صحراء ليبيا، متوقفا في مخيمات تيندوف في الجزائر، يكتشف العلاقات السرية بين أمير داعش في ليبيا والمخابرات الجزائرية. يجد أبو حفص نفسه في مواجهة التناقضات التي يرزح تحتها الفكر الداعشي، وكيف أن القادة يصطادون الشباب مستغلين لحظات ضعفهم الإنسانية لملئ رؤوسهم بأفكار متطرفة وفاسدة. حين يقرر أبو حفص التخلي عن العملية والهروب من سجن أفكار داعش، يجد أمامه ضابطا من المخابرات الجزائرية لهما معا تاريخ مشترك، وعندها تبدأ المواجهة، ويشتعل اللهيب في الصحراء.
[ 20 ]
بدأ سوس القلق ينخر في عظام الأخ يونس المتململ في وقوفه وجلوسه مع المرور البطيء للوقت الذي يقضيه انتظارا لعودة أبي حفص الذي ذهب دونه كما طلب صاحب الرسالة.
كان يجب أن أذهب معه. غمغم الأخ يونس بصوت خافت وعاد يراوح مكانه ذهابا وعودة، ثم يفتح الباب ويطل في اتجاه الزنزانة العاشرة، ويعود من جديد إلى الداخل، يجلس قليلا، ثم ينتفض واقفا مرة أخرى.
سأذهب وليكن ما يكون. قال بإصرار وفتح الباب يهم بالخروج فكاد يصطدم بأبي حفص الذي دخل بسرعة، وفي يده كيس قماشي وضعه أرضا ثم جلس يفرغ محتوياته.
”ماذا أراد صاحب الرسالة؟“
لاحظ الأخ يونس أن أبا حفص منغمس في إخراج محتويات الكيس ولم ينتبه لسؤاله. اقترب منه فرأى شمعة ومجموعة من المسامير وقنينتين من البلاستيك المقوى، ممتلئتين بسائل ما، بضعة أسلاك وقطع الكترونية، وأربع عبوات متوسطة.
رفع أبو حفص رأسه فرأى فيه الأخ يونس الإصرار والسعادة. ”فضلا أخي يونس، راقب الباب جيدا وتحقق من عدم مرور الحراس قريبا من هنا. لدي عمل كثير يجب إنجازه قبل الفجر.“