إلكونفيدينسيال: المغرب يقتني الأسلحة التي تحتاجها إسبانيا ويواصل تقليص فارق ميزان القوى.. وهذا "مقلق لمدريد"
قالت صحيفة "إلكونفيدينسيال" الإسبانية، بأن التسلح المستمر الذي يقوم به المغرب لصالح ترسانته العسكرية، باقتناء أسلحة لا تمتلكها إسبانيا وهي في حاجة إليها، يثير قلق الأوساط العسكرية في مدريد، خاصة أنه يساهم باستمرار في تقليص الفارق أو الفجوة العسكرية التي لازالت إلى حدود الآن لصالح إسبانيا.
وأضافت الصحيفة في هذا السياق، بأن توجه المغرب مؤخرا لاقتناء أسلحة مدفعية من الولايات المتحدة الأمريكية، كقاذفة الصواريخ "هيمارس" وعتاد عسكري متمثل في صورايخ تكتيكية طويلة المدى وقنابل أثبتت قدراتها في الحرب في أوكرانيا، يؤدي بلا شك إلى تقليص ميزان القوى بين الرباط ومدريد، وهذا مثير للقلق في إسبانيا.
وأشارت "إلكونفيدينسيال"، أن هذا التسلح المغربي المدعوم من الولايات المتحدة الأمريكية وإسرائيل، له علاقة بالتوترات الكبيرة والمتصاعدة بين الرباط والجزائر، بسبب الخلافات المرتبطة بقضية الصحراء، إلا أنه ليس كل شيء، بل أيضا هناك رغبة -حسب الصحيفة الإسبانية- لدى الرباط بأن تصبح قوة مهيمنة في شمال إفريقيا والمنطقة.
وجاء هذا في تقرير للصحيفة المذكورة تبعا لإعلان الخارجية الأمريكية بأن وزارة الدفاع "البتاغون" أعطت الموافقة المبدائية لبيع أسلحة للمغرب تتعلق بأنظمة هيمارس (HIMARS) الصاروخية والعتاد التابع لها، بقيمة مالية تتجاوز 520 مليون دولار، هي أسحلة أثبتت نجاعتها ضد الأسلحة والقوات الروسية في الحرب الجارية في أوكرانيا.
وكانت تقارير إعلامية إسبانية قد تحدثت في الأيام الأخيرة بأن المغرب دخل إلى "نادي الحلفاء المقربين" من الولايات المتحدة الأمريكية بموافقة وزارة الدفاع الأمريكية، "البانتاغون"، على بيع هذه الأسلحة للرباط، وهي الأسلحة التي حققت نتائج هائلة لفائدة الأوكرانيين ضد الروس، خاصة قاذفات الصواريخ من طراز "هيماريس" حيث كانت واشنطن قد أرسلتها للجيش الأوكراني.
وتتعلق الصفقة مع المغرب بشراء 18 قاذفة صواريخ M142 عالية الحركة من طراز (HIMARS) مع 40 من أنظمة الصواريخ التكتيكية للجيش (ATACMS)، و36 من أنظمة إطلاق صواريخ متعددة موجهة، و36 رأسا حربيا بديلا لأنظمة إطلاق الصواريخ المتعددة الموجهة (GMLRS)، وتسع مركبات متعددة الأغراض عالية القدرة على التنقل (HMMWV).
وعادت الصحافة الإسبانية على إثر ذلك من جديد للمقارنة بين العلاقات التي تجمع كل من المغرب وإسبانيا بالولايات المتحدة، والإشارة إلى التفوق المغربي في تشبيك علاقات قوية وجيدة مع البيت الأبيض، على عكس مدريد، وقد ذهبت بعض التقارير إلى القول بأن موافقة الولايات المتحدة على بيع أسلحة متطورة أثبتت نجاعتها في أوكرانيا ضد القوات الروسية، هو تغليب لكافة الرباط على حساب مدريد.
وسبق أن اتهمت الصحافة الإسبانية في وقت سابق، رئيس الحكومة، بيدرو سانشيز، بالفشل في إحداث علاقات قوية مع الولايات المتحدة الأمريكية، واعتبرت أن واشنطن تنظر إلى المغرب الآن كحليف موثوق فيه أكثر من إسبانيا، بالرغم من أن إسبانيا عضو في حلف الناتو، مشيرة إلى أن اللقاءات بين المسؤولين الإسبان ونظرائهم الأمريكيين نادرة وقليلة منذ اعتلاء جو بايدن رئاسة البيت الأبيض.
ولا تُخفي الصحافة الإسبانية قلق المؤسسة العسكرية الإسبانية من التحديث المتواصل الذي يقوم به المغرب لترسانته العسكرية، وصفقات التسلح التي يبرمها، خاصة بعد تطبيع الرباط للعلاقات مع تل أبيب وتوجيه المملكة المغربية أنظارها نحو إسرائيل لعقد اتفاقيات تسلح جديدة لتقوية الأنظمة الدفاعية للمملكة.