الجزائر غير قادرة على تأمين زيارة تبون إلى فرنسا وتُقرر إلغاءها خوفا من الاحتجاجات
من الحديث إلى التأجيل، إلى الحديث حاليا عن الإلغاء، هكذا تطور مصير الزيارة المرتقبة للرئيس الجزائري عبد المجيد تبون إلى باريس، إذ بعد أن كانت وسائل إعلام فرنسية تتحدث عن أن موعدها تغير إلى أجل لاحق، بدأت الصحافة الجزائرية تتحدث حاليا عن إلغائها أو على الأقل تأجيلها إلى أجل غير مسمى بسبب الاحتجاجات ضد الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون.
ولم تستطع السلطات الجزائرية تأمين زيارة رئيس الجمهورية إلى فرنسا التي كانت مبرمجة خلال الفترة ما بين 2 و5 ماي المقبل، ونقلت صحيفة الشروق عن مصادر في الحكومة الجزائرية أن هذا التأجيل جاء بـ"اتفاق بين الطرفين"، لافتة إلى أن أسباب هذا التأجيل "هي ذاتها التي كانت وراء تأجيل زيارة ملك بريطانيا، تشارلز الثالث، إلى فرنسا قبل أيام، لكن من دون أن تقدم المزيد من التوضيحات".
وربطت الصحيفة المقربة من السلطات الجزائرية هذا التأجيل بـ"الاحتجاجات متواصلة من قبل فئات واسعة من المتظاهرين ضد مصادقة الرئيس الفرنسي على قانون يرفع سن التقاعد من 62 إلى 64 سنة"، وهو القانون الذي قوبل برفض صارم من قبل النقابات الفرنسية، التي أطرت تلك الاحتجاجات، وزاد من زخمها دعم الأحزاب اليسارية لها.
وكانت صحيفة "لوفيغارو" قد قالت إنه تم تأجيل زيارة الرئيس الجزائري إلى فرنسا، والتي كان من المقرر أن تتم يومي 2 و3 ماي، باعتبارها زيارة دولة تتم خلالها مناقشة العديد من القضايا الحساسة مع الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون. في حين قالت إذاعة "مونتي كارلو" إنه لم تصدر أي تأكيدات رسمية من السلطات الجزائرية بشأن هذا التأجيل.
ونقلت مصادر "لوفيغارو" عن فرنسية وجزائرية، أن الأمور لا تزال في مراحل التحضير والترتيب، ولم يتم تحديد تاريخ رسمي (للزيارة)، مبرزة أن هذا التأجيل قد يأتي بعد أشهر من الزيارة التي قام بها الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون إلى الجزائر في ديسمبر الماضي، والتي أعلن فيها الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون عن زيارة دولة إلى فرنسا في عام 2023.
ويتزامن قرار التأجيل أيضا مع بروز العديد من المظاهرات المناهضة للنظام الجزائري في فرنسا وخاصة العاصمة باريس، إذ لا زال الحراك مستمرا هناك للمطالبة بإسقاط "النظام العسكري" والذي يوصف تبون بأنه "مجرد واجهة له"، كما تستمر أيضا الاحتجاجات الداعمة لتقرير المصير في منطقة القبائل شمال البلاد، والتي تطالب بالاستقلال عبر حركة "الماك" غير المسلحة.
تعليقات
بإمكانكم تغيير ترتيب الآراء حسب الاختيارات أسفله :