"البوليساريو" تخرج خاوية الوفاض في مساعيها للحصول على دعم صريح من نيجيريا في قضية الصحراء
لم تُكلل مساعي جبهة "البوليساريو" الانفصالية للحصول على دعم صريح من نيجيريا لأطروحتها الانفصالية ضد المغرب في قضية الصحراء، بالنجاح، بالرغم من ارسالها لما تُسميه بـ"وزير خارجيتها"، محمد سالم ولد السالك، إلى العاصمة النيجيرية أبوجا، للقاء وزير الخارجية النيجيري، جيوفري أونييما.
واكتفت الأذرع الإعلامية التابعة للجبهة الانفصالية، بالاشارة إلى أن اللقاء بين الطرفين كان فرصة لما وصفته بـ"تقوية العلاقات" بين الجبهة ودولة نيجيريا، ومناقشة العديد من القضايا الإقليمية والتي تهم القارة الإفريقية، دون أي تفاصيل بشأن مناقشة قضية الصحراء.
وتُعتبر هذه الزيارة بمثابة فشل ديبلوماسي للجبهة الانفصالية إلى نيجيريا، خاصة أن الأخيرة كانت لعقود طويلة أحد المدعمين الرئيسيين لجبهة "البوليساريو" في قضية الصحراء، حيث كانت تقف إلى جانب الجزائر وجنوب إفريقيا في الدفاع عن رغبة "البوليساريو" للانفصال عن المملكة المغربية.
ومن جهة أخرى، فإن رفض نيجيريا التعبير عن أي دعم لجبهة "البوليساريو"، هو إشارة أخرى على العلاقات الجيدة التي أصبح ترتبط أبوجا بالرباط، خاصة أن البلدين قطعا أشواطا متقدمة في مجال تقوية العلاقات الاقتصادية والفلاحية، عن طريق إطلاق العديد من المشاريع الثنائية.
ويُعتبر مشروع أنبوب الغاز المغربي النيجيري، أحد أكبر المشاريع الموقعة بين البلدين، حيث تخطط الرباط وأبوجا لبناء أنبوب يعبر العديد من البلدان الإفريقية الغربية وصولا إلى أوروبا، وقد بدأت الشركات المكلفة بإنجاز هذا المشروع في الانتهاء من الدراسات الأولوية تمهيدا للانطلاقا في انجازه في المستقبل القريب.
وإلى جانب هذا المشروع، فإن هناك مشاريع أخري يشرف عليها المغرب داخل نيجيريا، من بينها إنشاء مصنع للأسمدة من طرف المكتب الشريف للفوسفاط (OCP)، وهو المصنع الذي تُعول عليه نيجيريا بشكل كبير من أجل دعم قطاعها الفلاحي والزراعي.
وكان توجه المغرب نحو إحداث شراكات اقتصادية مع نيجيريا، أحد أبرز الأسباب التي دفعت بالأخيرة إلى إيقاف دعمها لجبهة "البوليساريو"، واتخاذ موقف محايد، يُعتبر بمثابة مكسب ديبلوماسي هام للرباط، بالنظر إلى وزن نيجيريا في إفريقيا، سواء من حيث الحجم ومن حيث قوة الاقتصاد باعتبارها أحد أكبر منتجي النفط والغاز في العالم.
وساهمت السياسة الاقتصادية التي قام بها المغرب في السنوات الأخيرة مع البلدان الإفريقية، في استقطاب العديد من البلدان إلى صفه، وقد وافق أكثر من 15 بلدا إفريقيا على فتح قنصليات وتمثيليات ديبلوماسية في مدن الصحراء، كاعتراف رسمي بسيادة المغرب على إقليم الصحراء الذي كان تاريخيا دائما تابعا لأنظمة الحكم في المملكة المغربية.
ولا يُتوقع في ظل هذه الشراكات الاقتصادية المتشعبة للمغرب مع نيجيريا، أن تنجح "البوليساريو" في استعادة أبوجا إلى صفها، خاصة أن مقترح الحكم الذاتي المغربي لحل نزاع الصحراء، بدأ يحظى بدعم دولي كبير، من طرف دول مثل الولايات المتحدة الأمريكية وإسبانيا وألمانيا.