خاص - جامعة الدول العربية تدعو المغرب لحضور اجتماعين "استثنائيين" حول سوريا والسودان.. وبوريطة يأخذ وقته قبل الحسم
علمت "الصحيفة" من مصادر دبلوماسية بجامعة الدول العربية، أن المغرب لم يؤكد بعد حضوره من عدمه لاجتماعين غير عاديين على مستوى وزراء الخارجية ستحتضنهما العاصمة المصرية القاهرة الأحد المقبل، لتدارس موضوع عودة سوريا إلى مقعدها بالجامعة والذي تم تجميده منذ نونبر 2011.
وسيحضر الاجتماع المزمع تنظيمه نهاية الأسبوع الجاري، بحسب المصادر ذاتها عدد من وزراء الخارجية العرب ممّن وجّهت إليهم دعوة الحضور للاجتماعين الاستثنائيين، اللذين سيتناولا موضوع التطورات السياسية والأمنية الخطيرة في السودان، وأيضا ملف عودة سوريا إلى حضنها العربية في ظل المستجدات الأخيرة واستئناف علاقاتها مع عدد من الدول الأعضاء.
وبخصوص حضور المغرب من عدمه، أكد المصدر ذاته، أن وزير الخارجية المغربي ناصر بوريطة، توصل بدعوة من نظيره رئيس الدبلوماسية المصرية سامح شكري لحضور الاجتماعيين الاستثنائيين المهمين، وهي الدعوة التي توصّل بها وزراء خارجية الدول العربية الأعضاء، غير أنه وإلى حدود الساعة لم تتوصل الجامعة بأي اعتذارات عن الحضور بما فيها المملكة المغربية.
وتأتي هذه المستجدات، في وقت صدّ المغرب المساعي الحثيثة للمملكة العربية السعودية، لتقريبه من النظام السوري تعبيدا لطريق عودته إلى الجامعة العربية وفك عزلته الإقليمية، رافضا خطوة التطبيع مع النظام السوري في غياب ضمانات واضحة والتزامات تبقي سيادته الكاملة واستقرار فوق اعتبارات "التشويش الممنهج" لوحدته الترابية.
وكانت السعودية قد وجهت في سياق صفقتها مع إيران دعوة لسوريا، من أجل حضور قمة جامعة الدول العربية التي تستضيفها جدة في 19 ماي المقبل، وبالتالي إصلاح ذات البين والخلاف الذي طال أمده بين الدول الأعضاء لزهاء عقد من الزمن، وإضفاء الشرعية على تطبيع العلاقات مع نظام بشار الأسد وإخراجه من عزلته الإقليمية، بيد أن المغرب لم يتحمس لفكرة المصالحة مع النظام السوري حتى الآن، بحسب ما أكدته مصادر "الصحيفة" من الجانبين الحكوميين المغربي والسوري، خاصة وأن قنوات التواصل بين المملكة ونظام بشار الأسد منعدمة منذ إغلاق سفارة البلدين في كل من دمشق والرباط.
وكانت مصادر دبلوماسية سعودية، قد كشفت لـ "الصحيفة" تفاصيل المكالمة "الصعبة" بين وزير الخارجية السعودي فيصل بن فرحان بن عبد الله آل سعود مع وزير الخارجية المغربي ناصر بوريطة، والتي لم تصل إلى بر وفاق، خاصة وأن المغرب اعتبر أن شروط العودة "لم تنتف بعد"، باسطا جملة من التحرشات التي يقوم بها النظام السوري في قضية الوحدة الترابية للمغرب وعلاقته بإيران وحزب الله.