مرشح الحزب الشعبي لرئاسة مليلية: المغرب "يُماطل" لفتح الجمارك التجارية حتى نشعر بالملل.. ولن يجعل حياتنا سهلة
اتهم مرشح الحزب الشعبي الإسباني "PP" في الانتخابات البلدية لـ 28 ماي لرئاسة مليلية، خوان خوسي إمبرودا، المغرب، بممارسة أسلوب التماطل بشأن فتح الجمارك التجارية مع مليلية المحتلة، لدفع سكان المدينة إلى الملل والتوقف عن المطالبة بعودة نشاط نقل البضائع مع باقي المدن المغربية المجاورة.
ونقلت وكالة الأنباء الإسبانية غير الرسمية "أوروبا بريس"، تصريحا لإمبرودا خلال خطاب لحشد الدعم لصالحه في حملته الانتخابية التي يهدف من خلالها إلى حصد الأصوات التي تعيده إلى رئاسة مليلية من جديد، قال فيه بأن "المغرب ليس هنا للتصفيق علينا وجعل حياتنا ساهلة، بل سيجع الأمور صعبة علينا".
ودعا امبرودا إلى ضرورة أن توجه مليلية أنظارها إلى إسبانيا وأوروبا، والتعويل عليهما من أجل إعادة الأمور إلى نصابها من الناحية الاقتصادية، خاصة أن المدينة وقعت العديد من الاتفاقيات مع جهات في منطقة الأندلس حسب تصريحه، مضيفا بأنه سبق أن أكد أكثر من مرة على ضرورة توجيه مليلية اعتمادها على أوروبا أكثر من المغرب.
ومن جهة أخرى، شدد امبرودا على ضرورة مواصلة الضغط والمطالبة بالتزام المغرب بالاتفاقيات المبرمة مع إسبانيا، وأبرزها إعادة استئناف النشاط الجمركي لنقل البضائع، خاصة أنه مرت سنة على إعلان إسبانيا موقفها الجديد الداعم للمغرب في قضية الصحراء، مشيرا بأن على جميع الأطراف في مليلية ألا تشعر بالملل من استمرار المطالبة باعادة نشاط نقل البضائع بين مليلية وباقي المناطق المغربية.
هذا، وتجدر الإشارة إلى أن اسم المغرب يحضر بقوة في الحملات الانتخابية البلدية الإسبانية المقررة إجرائها في 28 ماي الجاري، حيث توظفه العديد من الأطراف بنية تحقيق مكاسب سياسية واستمالة الناخبين الإسبان، وكان من ضمنهم مؤخرا، خوان سيرخيو ريدوندو، زعيم حزب "فوكس" الاسباني في سبتة، المنتمي لليمين المتطرف، الذي صرح بأن خارطة الطريق الجديدة بين الرباط ومدريد، تقود المغرب لفرض السيطرة على سبتة ومليلية، مشيرا إلى أن المدينتين لم تستفيدا من أي شيء من الاتفاقيات التي تم الوصول إليها تحت يافطة العلاقات الجديدة بي البلدين.
وأضاف مرشح حزب "فوكس" في الانتخابات البلدية لـ28 ماي الجاري في سبتة، خلال حوار مع صحيفة "إل ديباتي" الإسبانية، بأن حكومة بيدرو سانشيز حكومة "خائنة"، لأنها "باعت" للمغرب في خارطة الطريق ما يسمح للرباط للسير قدما نحو فرض الهيمنة على مدينة سبتة، دون أن تقوم الحكومة الحالية ولا رئيس سبتة المنتمي للحزب الشعبي بأي شيء ضد ذلك.
واتهم ريدوندو، رئيس سبتة المحتلة، خوان فيفاس، الذي ينتمي للحزب الشعبي المعارض لحزب بيدرو سانشيز، بأنه بالرغم من انتمائه لحزب معارض إلا أنه يطبق املاءات وسياسات الحكومة الحالية، منتقدا فترته الرئاسية لسبتة التي تمتد لعشرين سنة دون أن يحدث أي شيء يوقف "مغربنة" سبتة حسب تعبير ريدوندو.
وأشار ذات المتحدث في هذا السياق، بأن المغرب يقوم بمساعي متواصلة من أجل السيطرة على المدينة وجعلها مدينة مغربية أكثر من كونها إسبانية، ضاربا العديد من الأمثلة وفق رأيه، من بينها زيادة تدفقات المهاجرين المغاربة على سبتة وتشجيع التفوق الديمغرافي المغربي على الإسباني في المدينة، إضافة إلى اعطائها صبغة مغربية عبر العديد من المنافذ، كالدين واللغة والعمران وغيرها.
واعتبر ريدوندو أن خارطة الطريق الجديدة بين إسبانيا والمغرب لم تفد سبتة في أي شيء على الاطلاق، متهما حكومة بيدرو سانشيز بالخضوع إلى المغرب، داعيا في الوقت نفسه إلى الحاجة إلى حكومة وطنية توقف المجهودات المغربية لجعل سبتة مدينة مغربية وليس إسبانية.
ويتوقع الكثير من المهتمين بالشأن الإسباني، أن يكون المغرب أحد المواضيع البارزة في النقاشات السياسية تزامنا مع اقتراب الانتخابات العامة في إسبانيا أواخر العام المقبل، حيث يستعمله الحزب الحاكم للتأكيد على النتائج المحققة بفضل التعاون مع الرباط، في حين تستعمل المعارضة المغرب لانتقاد ما تُسميه "خضوع حكومة شانشيز" أمام المغرب.