تحسبا لاندلاع حرائق جديدة.. وكالة المياه والغابات ترصد 200 مليون درهم لتعزيز مواردها
خصصت الوكالة الوطنية للمياه والغابات للوقاية من الحرائق غلافا ماليا قدر ب 200 مليون درهم، بغرض توفير التجهيزات والوسائل الكفيلة للحد من اندلاع حرائق الغابات وذلك استعدادا للصيف المقبل الذي من المرتقب أن يشهد ارتفاعا متزايدا في درجات الحرارة ما يشكل تهديدا جديا للمملكة.
وأشارت الوكالة الوطنية للمياه والغابات للوقاية، في بيانها الذي توصلت به "الصحيفة"، إلى انه خلال الفترة الحالية، ونظرا للجفاف وموجات الحرارة الطويلة المسجلة، ينتظر ان يتزايد خطر نشوب حرائق الغابات هذا الموسم-2023- لذلك فقد تم اتخاذ جميع التدابير الاستباقية من طرف الشركاء المعنيين لمواصلة الجهود الرامية إلى تثمين سياسات الوقاية ومكافحة حرائق الغابات.
ولهذا الغرض، خصصت الوكالة الوطنية للمياه والغابات للوقاية من الحرائق غلافا ماليا يقدر ب 200 مليون درهم سيوظف لتوفير التجهيزات والوسائل الكفيلة للحد من اندلاع الحرائق وذلك من خلال تعزيز دوريات المراقبة للرصد والإنذار المبكر، وفتح وصيانة المسالك الغابوية ومصدات النار بالغابات، وتهيئة نقط الماء مع صيانة وإنشاء أبراج جديدة للمراقبة، وتوسيع الحراجة الغابوية بالإضافة إلى إعادة تأهيل المسالك، وكذلك شراء سيارات جديدة للتدخل الاولي.
وفي هذا السياق، وضعت الوكالة الوطنية للمياه والغابات (ANEF) وبتعاون مع جميع الشركاء المعنيين خطة رئيسية جديدة للتدبير المتكامل لحرائق الغابات للفترة 2023-2033، وتحدد الخطة، التي تستند إلى 6 محاور ذات أولوية، الإجراءات التي يتعين تنفيذها خلال العشرية المقبلة للوقاية من حرائق الغابات ومكافحتها مع مراعاة الآثار المتوقعة والناجمة عن تغير المناخ.
وبالإضافة إلى ذلك، وقصد تحسين جودة الوقاية من حرائق الغابات، عززت الوكالة الوطنية للمياه والغابات استخدام التقنيات الجديدة من خلال تطوير نظام معلوماتي جديد يعتمد على خوارزميات الذكاء الاصطناعي والبيانات الضخمة لإنجاز خريطة لمخاطر حرائق الغابات وإطلاق تنبيهات التدخلات المناسبة وفقا لذلك. ويوفر هذا النظام، الذي يعد الأول من نوعه في حوض البحر الأبيض المتوسط، منصة يومية للتنبؤ بحرائق الغابات لمنطقة طنجة تطوان الحسيمة كمنطقة استطلاعية وريادية.
ويقدم هذا النظام خريطة يومية لدرجات مخاطر نشوب الحرائق و انتشارها بدقة متناهية جدا، مصحوبة بإمكانية تفسير المخاطر، لتوفير معلومات قيمة لفرق المكافحة الموجودة مسبقا في الميدان، مع مراعاة عوامل مثل التغيرات المناخية، والصور الملتقطة عبر الأقمار الصناعية، والمعلومات الاجتماعية والاقتصادية، وطبيعة الغطاء الغابوي وحالته.
وتجدر الإشارة إلى ان هذه الحسابات الاستباقية والمكثفة المعتمدة في النظام كانت ممكنة بفضل دعم مايطلق عليه بالحوسبة عالية الأداء (HPC) التابعة لجامعة محمد السادس متعددة التخصصات التقنية في بنكرير وكذلك البيانات ذات الصلة من المديرية العامة للأرصاد الجوية الوطنية.
وأوردت الوكالة، أن جل حرائق الغابات يكون سببها الانسان والأنشطة التي يقوم بها. وفي هذا السياق، تناشد الوكالة الوطنية للمياه والغابات جميع مستخدمي ومرتادي الغابات مثل المخيمين ومربي النحل والرعاة وغيرهم، توخي اليقظة والحد من استخدام النار قدر الإمكان خلال فترة الصيف. والهدف من ذلك هو تجنب أي عمل غير مقصود يمكن أن يسبب الحرائق، وإبلاغ السلطات المختصة على الفور بأي بداية حريق أو سلوك مشبوه لمحاولة الحفاظ على إرثنا الغابوي لما له من أدوار سوسيو اقتصادية وبيئية مهمة.