"مغرب الأنوار" يَقود المدير العام للمكتب الوطني المغربي للسياحة عادل الفقير لاقتحام نادي الـ 20 أقوى قادة للسياحة والسفر في الشرق الأوسط وشمال إفريقيا
في الوقت الذي تتواصل فيه جهود السياحة العالمية لاستعادة مستويات ما قبل الأزمة الوبائية، تمكّن قطاع السياحة الوطني من خلق الاستثناء ومُسارعة عقارب التفوق لتحقيق أداء وُصف بـ "المُبهر" سواء من حيث عدد السياح الوافدين أو نسبة المداخيل، وذلك بفضل جهود المسؤولين القيّمين على هذا القطاع وعلى رأسهم عادل الفقير مدير المكتب الوطني المغربي للسياحة (ONMT) الذي اقتحم نادي 20 أقوى قادة للسياحة والسفر في الشرق الأوسط لأول مرة.
وتمكّن الفقير، من ضمان المرتبة الـ 18 في قائمة مجلة "فوربس لأقوى قادة السياحة والسفر في الشرق الأوسط خلال 2023"، التي تضم القادة الأكثر تأثيرا في المنطقة، ليكون بذلك أول مغربي يقتحم نادي الـ 20 الكبار على مستوى الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، والمتسيّد على رأس قائمة المغاربة الأكثر تأثيرا في القطاع السياحي بحسب "فوربس"، تليه في المرتبة الثانية وطنيا، و 32 حسب "فوربس" حبيبة لقلالش المديرة العامة للمكتب الوطني لمطارات المغرب (ONDA).
وبالمُقابل سجّلت قائمة "فوربس" لأقوى القادة تأثيرا في القطاع، تراجعا لعبد الحميد عدو مدير الخطوط الملكية المغربية، الذي حل في المرتبة 41 بعد أن كان قد حل في المرتبة الـ 33 في قائمة مجلة "فوربس لأقوى قادة السياحة والسفر في الشرق الأوسط خلال 2021".
وبهذا يكون ثلاثة مغاربة قد ضمنوا مراكز مهمة ضمن قائمة "فوربس" للقادة الأكثر تأثيرا في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، التي ينحدر المصنفون ضمنها من 33 جنسية، يتصدرها الإماراتيون بـ 16 مشاركة، يليهم السعوديون بـ12 مشاركة، بينما ينتمي 10 قادة إلى الجنسية البريطانية، كما تهيمن شركات الضيافة والفنادق والمنتجعات بـ 59 مشاركة، تليها شركات الطيران والمطارات بـ 31 مشاركة، وكذلك تشمل قائمة العام 8 مشاركات من الهيئات السياحية.
ومن اللافت، تمكُّن عادل الفقير الذي عُين كمدير عام للمكتب الوطني المغربي للسياحة (ONMT) في 2018 من اقتحام نادي الـ 20 الكبار في غضون سنوات قليلة على تسلّمه المنصب والتي تزامنت أيضا مع الفترة الحرجة التي شهدها القطاع بسبب تداعيات الجائحة التي جمّدت الحركة السياحية وما تلاها من أزمات اقتصادية وجيوسياسية أثرت بشكل مباشر في مداخليه وطنيا ودوليا ولا تزال امتداداتها مستمرة حتى اليوم.
ومع توليه رئاسة المكتب، عمل الفقير على تطوير برامج تجارية وترويجية مع منظمي الرحلات وشركات الطيران على مستوى العالم، كما ربط العاملين المحليين للقطاع بشركاء عالميين، وفق التقييم الذي وضعته "فوربس" لتفسير تصنيفه في الرتبة 18 لأكبر قادة السياحة العالمية.
وأبرز المصدر ذاته، أنه في أبريل 2022، أطلق المكتب الوطني المغربي للسياحة تحت إدارة الفقير حملة (المغرب أرض الأنوار)، واستقبلت المملكة على إثرها نحو 11 مليون سائح في عام 2022، مشيرة إلى أن المسؤول المغربي يملك خبرة مهنية تزيد عن 29 عامًا، كما شغل سابقًا مناصب في شركتي أطلس للمنتجات الغازية، وكوكاكولا.
وتحت قيادة الفقير، أطلق المكتب الوطني للسياحة في إطار خارطة الطريق الجديدة للقطاع، مخطط عمل للفترة الممتدة ما بين 2023 و2026 بغرض استقطاب 17.5 مليون زائر في غضون السنوات الثلاث القادمة وتحقيق 13 في المائة كمعدل نمو سنوي، مستهدفا في الآن ذاته إدراج المغرب ضمن أفضل عشر وجهات عالمية الأكثر جاذبية لدى السياح عبر العالم بحلول العام 2026.
وتتضمن الخارطة الجديدة للسياحة مضاعفة سعة النقل الجوي، وتعزيز الترويج والتسويق، وتنويع منتجات التنشيط الثقافية والترفيهية، وتأهيل الفنادق وإحداث قدرات استضافة جديدة، كما يندرج المخطط الذي أطلق عليه اسم "Light in action"، ضمن خارطة الطريق الجديدة للقطاع التي بدأت وزارة السياحية في تنفيذها منذ منتصف مارس الماضس بالشراكة مع الفدرالية الوطنية للسياحة.
ويبدو عادل الفقير المدير العام لمكتب السياحة، واثقا بالمؤهلات السياحية والاستثمارية التي يحظى بها المغرب وتجعله وجهة مفضلة عالميا، معتمدا بذلك على "الطموح الكبير للمكتب، والتنسيق المستمر مع كافة المعنيين والمهنيين بالقطاع لوضع دعامات جديدة للعمل في هذا النشاط الحيوي، إلى جانب الرغبة في الذهاب إلى أبعد مدى ممكن علما أننا قمنا سلفا بوضع الأسس والركائز التي تمكننا من تحقيق هذا المبتغى" على حد تعبير الفقير، في كلمته بمناسبة فعاليات أيام التسويق السياحي التي نظمها المكتب في وقت سابق.
وترجم مكتب السياحة، هذه الإرادة المغربية الطموحة على شاكلة استراتيجية تقوم وفق تدابير واضحة على رأسها التسويق، حيث تم التركيز على توسيع أثر الحملة الترويجية "المغرب، أرض الأنوار" لتشمل وجهات أخرى وإبرام شراكات جديدة، كما تم التأكيد على محددات تتعلق بالقدرة التنافسية لبلوغ الأهداف المنشودة، وتتمثل في مضاعفة سعة النقل الجوي عبر تكثيف الرحلات سواء على الصعيد المحلي والدولي وتعزيز الترويج والتسويق عبر إبرام شراكات إستراتيجية مع أكبر الفاعلين العالميين في هذا المجال، فضلا عن تحفيز الاستثمار في مجال الأنشطة الترفيهية وتعزيز المعروض الفندقي من خلال تأهيل الفنادق القائمة وإحداث أخرى جديدة بحسب ما أكدته الوزارة الوصية من جانبها.
وانفتح المكتب السياحي أيضا في هذا الإطار، على "أسواق جديدة" في البرتغال وكندا والسويد، فضلا عن دول آسيوية مهمة تضم خزاناً من السياح المحتمَلين (اليابان، كوريا، الهند، أستراليا…)، بحسب الفقير الذي أعلن عن سعيه "مضاعفة حجم الاتفاقات التكميلية والاتفاقات التفضيلية القائمة، مع تنشيط الشركاء الجدد" موردا "ويمكننا بلوغ ما تطمَح إليه خارطة الطريق للقطاع السياحي بالمغرب عبر التحلي بالقيَم النّاظمة التالية "Fighting Spirit / Game Changer / Speed wins".
وكانت وزارة السياحة والصناعة التقليدية والاقتصاد الاجتماعي والتضامني، من جانبها قد أعلنت أن المغرب استقبل 2.9 مليون سائح في نهاية مارس 2023، أي بزيادة 17 في المائة مقارنة بالفترة نفسها من 2019، فيما وصلت العائدات إلى رقم قياسي بلغ 25 مليار درهم، أي بزيادة 51 بلمائة مقارنة بـ2019.
وفي هذا الصدد، أكدت وزيرة السياحة، فاطمة الزهراء عمور أن "بلادنا اتخذت القرارات الصحيحة في الوقت المناسب".
وبحسب البلاغ، قالت عمور "تم تنفيد جميع الإجراءات المتعلقة بقطاع السياحة، مما أسهم ليس فقط في تعزيز مرونة القطاع خلال الأزمة ولكن أيضا في تسريع انتعاشه، بالرغم من صعوبة السياق الاقتصادي الدولي ".
ووفقا لبارومتر السياحة العالمية الذي أصدرته منظمة السياحة العالمية، انخفض عدد الوافدين عالميا بنسبة 20 بالمائة في الربع الأول من 2023 مقارنة بـ 2019.
وباستثناء الشرق الأوسط، الذي شهد ارتفعا بنسبة 15 بالمائة، ما زالت جميع مناطق العالم تسجل انخفاضا مضاعفا في الأرقام، مما يدل على صعوبة استرجاع عدد الوافدين في ساحة عالمية تتزايد فيها المنافسة (- 10بالمائة لأوروبا، - 46 بالمائة لآسيا، - 14 بالمائة لأمريكا، - 12 بالمائة لأفريقيا…).
وكشف تصنيف "فوربس"، أن قطاع السياحة على مستوى العالم استعاد 63% من مستويات ما قبل الجائحة في عام 2022، وفقًا لتقرير منظمة السياحة العالمية. في حين ارتفع عدد الزوار الوافدين لمنطقة الشرق الأوسط إلى 83% مقارنة بما قبل الجائحة.
ويتوقع المجلس العالمي للسفر والسياحة، أن تصبح هذه السوق الأسرع نموًا في السعودية على مستوى الشرق الأوسط، بنسبة 11% سنويًا خلال العقد القادم.
كما زادت مساهمة قطاع السياحة والسفر في الناتج المحلي الإجمالي لمنطقة الشرق الأوسط، بنسبة 46.9% في عام 2022، مقارنة بعام 2021، وبواقع 107 مليارات دولار. في حين شهدت شركات الطيران في الشرق الأوسط زيادة بنسبة 157.4% في حركة المسافرين في عام 2022، مع زيادة السعة بنسبة 73.8% مقارنة بعام 2021، وفقًا للاتحاد الدولي للنقل الجوي (إياتا).