المشرح للرئاسيات إريك سيوتي: إذا أصبحت رئيسا لفرنسا سأعترف فورا بسيادة المغرب على الصحراء
أعاد رئيس حزب الجمهوريين الفرنسي، الراغب في الوصول إلى قصر الإيليزي سنة 2027، إريك سيوتي، التأكيد على موقفه الداعم بشكل صريح لمغربية الصحراء، قائلا إنه في حال ما أصبح رئيسا للجمهورية فإنه سيعلن اعتراف بلاده بالأقاليم الصحراوية كجزء من تراب المملكة بشكل رسمي، على غرار ما فعله الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب.
وحل سيوتي ضيفا على قناة i24 الإسرائيلية في نسختها الناطقة بالفرنسية، يوم أمس الأحد، حيث سُئل عن زيارته للرباط مؤخرا، وإعلان حزبه دعم مغربية الصحراء، حيث قال إن هذا الموقف ليس جديدا وسبق له التعبير عنه قبل عدة أشهر، مضيفا "يكفي اليوم أن نعاين حجم التطور في جهات الصحراء التي يديرها المغرب بطريقة مثالية، للتأكد من أنه ليست هناك قضية أصلا".
وأورد سيوتي أنه ليست هناك نقاش حول هذا الموضوع، لأن الأمر يتعلق بملف له علاقة بالقضايا الداخلية للجزائر، مبرزا أن علاقة المغرب بالصحراء لها مرجعية تاريخية بالإضافة إلى الروابط الحالية، كما شدد على وجود "تنمية اقتصادية قوية في تلك الجهات، والتي تؤدي إلى خلاصة مفادها أن سيادة المغرب على المنطقة غير قابلة للنقاش".
وسُئل سيوتي إذا ما كان سيعترف بمغربية الصحراء مباشرة بعد توليه رئاسة فرنسا في حال ما نجح في ذلك، كما فعلت الولايات المتحدة الأمريكية في 2020، أجاب رئيس حزب الجمهورين "بالتأكيد"، وهو الأمر الذي جعل محاوره يذكره بأن هذا الأمر يغضب الجزائر وقد يفقد بلاده الخط الطاقي المهم معها، لكنه أصر على عدم تقديم أي تنازلات للبلد المغاربي المذكور.
واعتبر السياسي الفرنسي أن باريس قدمت الكثير من التنازلات للجزائر، مقابل القليل جدا من العوائد، حيث لا زالت سلطاتها تستعمل خطابا عداوانيا ضد فرنسا رغم المبادرات المتكررة من طرف بلاده، مبرزا أن الأمر يتعلق الآن بـ"حقيقة"، قاصدا مغربية الصحراء، لكن هذا لا يعني القطيعة مع الجزائر، حيث إن فرنسا "ستُخاطب الجميع لكن لا يمكن وضعهم جميعا على صعيد واحد خاصة وأن بعضهم لهم خطاب جد عدائي ويغذون العلاقات مع من هم اليوم أعداؤنا"، وفق تعبيره.
وكان سيوتي قد زار المغرب خلال الفترة ما بين 3 و5 ماي الجاري، رفقة وفد من قياديي حزب الجمهوريين، ختمه بتغريدة على "تويتر" جاء فيها "بخصوص قضية الصحراء الغربية، فإن سيادة المغرب عليها لا جدال فها، لا بد من حل لهذه المسألة الاستراتيجية"، على حد تعبيره.
وخلال زيارته للرباط، التقى سيوتي رئيس الحكومة عزيز أخنوش، بصفته رئيس حزب التجمع الوطني للأحرار، ووزير التجهيز والماء نزار بركة، بصفته الأمين العام لحزب الاستقلال، ورئيس مجلس المستشارين النعم الميارة، بصفته الكاتب العام للاتحاد العام للشغالين بالمغرب.
وأبان سيوتي عن رغبة كبيرة في فتح صفحة جديدة من العلاقات مع المغرب، حيث صرح "لينا اليوم العمل على تصحيح الأخطاء المرتكبة وكذا غياب التقدير تجاه المغرب"، وأضاف "نحن بحاجة للمغرب، وأوروبا بحاجة للمغرب"، موضحا أن "أوروبا لا ينبغي لها أن توجه رسائل غير ودية للمغرب، فنحن بحاجة إلى هذه الرابطة القوية للغاية بين المغرب والاتحاد الأوروبي وفرنسا.
ونوه رئيس حزب الجمهوريين بـ"الدور الجوهري الذي يضطلع به المغرب في القارة الإفريقية والمغرب العربي، ولاسيما في ما يتعلق بضبط تدفقات الهجرة"، مشددا على "ضرورة إعادة إرساء سياسة قوامها التشاور والتعاون بشأن قضايا الهجرة"، كما دعا إلى تحسين العلاقات التي تربط بين المغرب وفرنسا، معتبرا "أن قياس مدى هذا التدهور اليوم لا يطاق، وهو ليس في صالح البلدين"، حسب تعبيره.