الولايات المتحدة الأمريكية تتبرأ من ممارسة الضغط على إسبانيا للاعتراف بمغربية الصحراء.. وتعتبره "قرارا جيدا"
بعد مُضي عام على موقف إسبانيا، الداعم علنا وللمرة الأولى لسيادة المغرب على أراضيه، واعتبار مبادرة الحكم الذاتي هي الأساس الأكثر جدية وواقعية وصدقية لحل هذا النزاع المفتعل، خرجت الإدارة الأمريكية بدورها، لتُثمن اتخاذ حكومة بيدرو سانشيز لهذا الموقف واصفة إياه بالقرار "الجيد" لحليفيها اللذين تربطهما علاقة صداقة متينة ووطيدة بواشنطن.
وجاء ذلك، على لسان جوليا رينوسو سفيرة الولايات المتحدة الأمريكية بمدريد، التي ثمّنت في حوار لها مع صحيفة "لارازون" الإسبانية، التحول التاريخي والجذري للموقف الإسباني من مغربية الصحراء، مشيرة إلى أنه قرار "جيد".
ونفت سفيرة واشنطن بمدريد، أن تكون أي صلة للولايات المتحدة الأمريكية بهذا التحول الطارئ على الموقف الإسباني، مشدّدة على علاقات الإدارة الأمريكية بكل بلد هي منفصلة تماما عن البلد الثاني.
وعند سؤالها، حول إسهام تغيير موقف الحكومة الإسبانية بشأن الصحراء المغربية، في تحسين العلاقات الإسبانية مع الولايات المتحدة، أكدت الدبلوماسية الأمريكية أنها قضايا مستقلة تمامًا، موردة: "علاقتنا مع المغرب، لا تؤثر في علاقتنا أيضا مع إسبانيا".
وعلى الرغم من إصرار الصحافي المحاور على إقحام المغرب في العلاقات الإسبانية الأمريكية التي تحسّنت في السنة الأخيرة تزامنا مع تحول الموقف الإسباني، وهو ما روّج له بعض معادي مصالح المملكة على أن واشنطن مارست ضغطا على مدريد لبلوغ هذا الاعتراف وتحسين العلاقات بعد فتور دام لسنوات، شدّدت المتحدثة باسم بلدها، على أن الإدارة الامريكية لديها علاقات جيدة للغاية مع إسبانيا والمغرب، مضيفة: "علاقتنا مع المغرب لا تزيل أي شيء من علاقتنا مع إسبانيا، انها ليست صفرا على اليمين'' في إشارة واضحة على أن العلاقات منفصلة.
وكان رئيس الوزراء الإسباني بيدرو سانشيز، قد عقد الجمعة الماضي، محادثات مع الرئيس الأمريكي جو بايدن للتعاون في التوصل إلى اتفاق بشأن الهجرة، والسعي إلى تشكيل جبهة موحدة بشأن الحرب في أوكرانيا، وحضرتها السفيرة الأمريكية في مدريد، وتعد الأولى من نوعها بعد سنوات من الفتور الذي طبع العلاقات بين البلدين.
وأكدت المتحدثة في هذا الإطار، أن العلاقات أقوى من أي وقت مضى، مشيرة إلى أن "إسبانيا كانت حليفًا وشريكًا وصديقًا منذ فترة طويلة" مضيفة: "العلاقات في لحظة جيدة جدا، لقد أحرزنا تقدمًا في العديد من القضايا على المستوى المؤسساتي، وإلى جانب العلاقة الجيدة بين الحكومتين نشهد علاقة خاصة للغاية بين القطاع الخاص والمجتمع المدني".
وتفاعلا مع الانتقادات الشديدة اللهجة التي يُكيلها ''بوديموس'' الإسباني للعلاقات الثنائية، أكدت الدبلوماسية الأمريكية، أنها أجرت محادثات جيدة للغاية مع أعضاء الحزب، في العديد من قضايا النوع الاجتماعي والمساواة والحقوق المدنية، وقد أتاح لهم ذلك فرصة الحفاظ على حوار جيد مع ذلك الجزء من الحكومة، موردة: "نحن نتحدث مع الجميع، هناك أشياء مشتركة بيننا وأخرى لا نشترك فيها، لكني أحافظ على علاقة مع وزراء بوديموس".