ليس بيدرو سانشيز وحده.. إبراهيم غالي يتهم 3 رؤساء إسبان بخيانة "البوليساريو" لصالح المغرب
جدّد زعيم جبهة "البوليساريو" الانفصالية، ابراهيم غالي، اتهاماته لرئيس الحكومة الإسبانية، بيدرو سانشيز، بـ"خيانة الشعب الصحراوي" لصالح المغرب، مُعتبرا موقف مدريد الذي أعلن عنه سانشيز في مارس 2021 المتمثل في دعم مبادرة الحكم الذاتي لحل نزاع الصحراء تحت السيادة المغربية، هي "خيانة جديدة من طرف إسبانيا".
وأضاف زعيم "البوليساريو" الذي كان يتحدث في حوار مع وكالة أنباء الجبهة الانفصالية، أمس الثلاثاء، بمناسبة مرور 50 عاما على تأسيس الجبهة، بأن بيدرو سانشيز ليس هو الوحيد الذي "خان الشعب الصحراوي"، بل هناك رئيسين إسبانيين آخرين قاما بذلك أيضا، وهما فيليبي غونزاليز، وخوسي لويس ساباتيرو.
واعتبر زعيم الجبهة الانفصالية، بأن الحزب الاشتراكي العمالي الإسباني، الذي ينتمي إليه عدد من السياسيين الإسبان المعروفين، بنهج سياسة تقديم الولاء والدعم المطلق للسياسة "الاستعمارية" المغربية في الصحراء، مشيرا إلى بعض الأسماء، مثل موراتينوس وآغيلار، وهم وزراء إسبان سابقون يدعمون وحدة التراب المغربي ويطالبون الصحراويون بالالتفاف تحت السيادة المغربية بحكم أنفسهم من خلال مبادرة الحكم الذاتي.
وتُظهر الاتهامات الجديدة لزعيم الجبهة الانفصالية التناقض الذي تعيشه "البوليساريو"، التي تشيد بالاطراف الإسبانية التي تدعم أطروحتها الانفصالية، لكنها في الوقت نفسه تنتقد الأطراف الأخرى التي تدعو إلى حل النزاع بدعم مبادرة الحكم الذاتي التي تبقى من المبادرات الجدية وذات المصداقية وفق تصريح العديد من المسؤولين في العالم.
وكان رئيس الحكومة الإسبانية، بيدرو سانشيز، قد أكد أكثر من مرة على أن نزاع الصحراء طال أمده، وأن موقف مدريد الداعم لمبادرة الحكم الذاتي، يأتي لانهاء هذا الجمود الذي عمّر طويلا، خاصة أن الخاسر الأكبر من هذا الصراع هم الآلاف من الأشخاص الذين يوجدون في تندوف دون أي آفاق مستقبلية متفائلة.
ويدعم سانشيز عدد من المسؤولين الإسبان الذين أقرّوا بصعوبة تحقيق ما تطمح إليه جبهة "البوليساريو"، خاصة في ظل تزايد الدعم لمبادرة المغرب لحل نزاع الصحراء تحت الحكم الذاتي، وعلى رأس هؤلاء المسؤولين، رئيس الحكومة الإسبانية الأسبق، خوسي لويس ساباتيرو، وعدد من القادة الكبار، مثل موراتينوس وآغيلار.
هذا، وتجدر الإشارة إلى أن الذكرى الـ 50 لتأسيس جبهة "البوليساريو"، مرّت في الأيام الأخيرة، دون أن تتمكن الجبهة من الحصول على رسائل دعم قوية لصالح أطروحتها الانفصالية ضد المغرب، على غرار ما كان يحدث في العقود والسنوات الماضية، وهو ما يؤكد فقدان "البوليساريو" للكثير من الحلفاء والمدعمين، في الوقت الذي يواصل المغرب استقطاب دعم العديد من البلدان لصالح مبادرة الحكم الذاتي لحل نزاع الصحراء بشكل نهائي.
وبخلاف ما كان يحدث العقود الماضية، فإن الجبهة الانفصالية، أعلنت عبر أذرعها الإعلامية، عن توصل قيادة "البوليساريو"، ببعض التهنئات من طرف زعماء بعض الأحزاب الإفريقية، بمناسبة مرور 50 سنة على وجود هذه الجبهة الانفصالية التي تأسست في 10 ماي 1973، وعدا ذلك فإن المناسبة مرّت دون أي أثر كبير وبدون أي رسائل دعم قوية لفائدة "البوليساريو".
وتأتي هذه الذكرى في سياق زمني عرفت فيه "البوليساريو" العديد من الخيبات، جراء فشلها المستمر في الحصول على دعم سياسي وديبلوماسي لأطروحة الانفصال التي تدعو لها، خاصة أن دولا عديدة أعلنت رسميا دعمها لمبادرة الحكم الذاتي المغربية لحل نزاع الصحراء، وأبرزها الولايات المتحدة الأمريكية وإسبانيا وألمانيا والعديد من البلدان الإفريقية.