مجلة فوربس الأمريكية: المغرب في وضع جيد ليُصبح رائدا في مجال صناعة الطيران وصيانة الطائرات
قالت مجلة "فوربس" الأمريكية، في تقرير نشرته أمس الأربعاء، إن المغرب يوجد حاليا في وضع جيد ليُصبح من البلدان الرائدة في مجال صناعة الطيران وقطاع صيانة الطائرات في العالم، بالنظر إلى النمو المتسارع الذي يشهده قطاع الطيران في المملكة المغربية في السنوات الأخيرة.
وحسب تقرير المجلة المذكورة، فإن العديد من العوامل لعبت أدوارا مهمة في أن يكون المغرب الآن في وضع مناسب وجيد نحو الاقلاع الصناعي في مجال الطيران، ومن أبرز هذه العوامل هو الرغبة التي تحذو البلاد بشكل عام للتأسيس لصناعة طيران قوية.
وأضافت فوربس في هذا السياق، أن من العوامل المساعدة على تحقيق المغرب لهدفه المتمثل في إنشاء قطاع صناعي قوي في مجال الطيران، هو أولا الموقع الجغرافي الاستراتيجي الذي يتوفر عليه البلد، كنقطة وصل بين إفريقيا وأوروبا وبين الغرب والشرق، إضافة إلى العامل الثاني المتثمل في الدعم الذي توفره الحكومة لهذا القطاع وما توفره من تسهيلات وظروف مواتية للاستثمار في هذا القطاع.
ويرتكز العامل الثالث، حسب نفس المجلة، على اليد العاملة المهارية التي يتوفر عليها المغرب، بعدما لجأ في السنوات الأخيرة إلى تطوير مهارات العمال المغاربة في القطاعات الصناعية المرتبطة بالسيارات والطائرات، وبالتالي يُعتبر هذا من عوامل الجذب الهامة للعديد من الشركات العالمية المتخصصة في صناعة الطيران.
أما العامل الرابع الذي ساهم في جعل المغرب يضع قدمه في قطاع صناعة الطيران، فيرجع إلى الاتفاقيات والشراكات التي وقعتها المملكة المغربية في السنوات الأخيرة مع العديد من شركات صنع الطائرات، مثل بوينغ وإيرباص وبومبارديي وسافران.
ووفق "فوربس"، فإن الشركات والمجموعات العالمية المتخصصة في صناعة الطيران، بإمكانها اليوم الاستفادة من الزخم الذي حققه المغرب في هذا القطاع، والاستفادة من الظروف والتسهيلات التي يُقدمها المغرب، من أجل الاستثمار في هذا القطاع بالبلاد، خاصة في ظل وجود سوق متنامي بشأن الطائرات، خاصة مجال الصيانة.
وفي هذا الصدد، فإن المغرب يُعتبر من البلدان التي تركز على قطاع صيانة الطائرات بشكل كبير، وقد فتح العديد من الفضاءات والمنشآت المخصصة لهذا الغرض، وقد استقطب عدد من الاستثمارات في هذا المجال، مما يجعل المغرب بلدا يسير نحو تحقيق تكامل صناعي في قطاع الطيران في السنوات المقبلة.
هذا وتجدر الإشارة إلى أن المغرب شرع في السنوات الأخيرة في اتخاذ خطوات عديدة من أجل التأسيس لقطاع صناعي قوي في مجال الطيران، وقد وقعت الحكومة المغربية العديد من الاتفاقيات مع شركات عالمية مثل بوينغ التي افتتحت مصنعا لتركيب أجزاء الطائرات في البلاد، وانضمت إليها شركات أخرى مثل إيرباص.
ويرغب المغرب في أن يكون من الدول المصنعة للطائرات في المغرب، وتحقيق نجاح مماثل لما حققه في قطاع السيارات الذي يُعد من القطاعات الصناعية المهمة، وقد تجاوزت صادرات المغرب من السيارات في السنوات الأخيرة صادراته من الفوسفاط بعد عقود طويلة كان الفوسفاط يتصدر الصادرات المغربية نحو الخارج.