29 مهاجرا معظمهم من جزائريون يصلون سباحةً إلى سبتة المحتلّة
في واحدة من أكبر محاولات الهجرة غير النظامية الجماعية، التي يشهدها الجيبين المحتلّين، تمكّن 29 مهاجرا سريا مُعظمهم ينحدرون من الجزائر، في الساعات الأولى من صبيحة اليوم السبت من العبور إلى مدينة سبتة المحتلّة سباحةً عن طريق معبر تراخال.
وأفادت مصادر مسؤولة في المعهد المسلح الإسباني في حديثها لوكالة "إيفي" الإسبانية، أن ما يُناهز 29 مهاجرًا ، معظمهم من الجزائر و بينهم قاصران تحت سن 17 عامًا، تمكّنوا الساعات الأولى من يوم السبت من السباحة صوب سبتة وبلوغ الشط.
وتفترض المصادر ذاتها، أن تكون عملية الدخول قد برمجت سلفا من طرف هؤلاء المهاجرين الذين كانوا يقفزون في الماء عند الفجر من الساحل الحدودي الأقرب إلى حدود تاراخال على الجانب المغربي، في وقت كان اثنين آخرين على طول حدود "بنزو"، وقد تحقق عناصر الحرس المدني من أن هؤلاء المهاجرين تمكنوا من الوصول إلى ساحل سبتة سباحة، قبل أن يتم اعتراضهم على نفس الشاطئ.
وفي غضون ذلك، وصل ما مجموعه 18 مهاجراً غير نظاميا، إلى شاطئ تاراخال حوالي الساعة السادسة والنصف صباحًا بينما وصلت مجموعة أخرى مكونة من 9 مهاجرين إلى شاطئ آخر بالقرب من شاطئ تاراخال - حوالي الساعة 10:00 صباحًا من اليوم السبت، وكلاهما في الخليج الجنوبي من المدينة المحتلة.
هذا، وتمكن مهاجران آخران، أحدهما ينحدر من غينيا كوناكري والآخر من المغرب تتراوح أعمارهم بين 17 و 21 عامًا على التوالي من الوصول إلى الحدود الشمالية لبنزو بسبتة، حوالي الساعة الثالثة والنصف صباحا.
وأكدت المصادر الإسبانية ذاتها، أن معظم أفراد مجموعة المهاجرين غير النظاميين تنحدر من الجزائر، على الرغم من وجود العديد من المغاربة ومهاجرين آخرين من تونس و سوريا، تتراوح أعمارهم بين 17 و 37 عامًا.
وعلى إثر هذه العملية، قامت عناصر الحرس المدني الإسباني بنقل المهاجرين الـ29 الذين وصلوا سبتة صبيحة اليوم السبت، إلى مركز الإيواء المؤقّت للاجئين المعروف اختصارا بـ”CETI"، في انتظار اتخاذ الإجراءات المعمول بها، كما حل متطوعون من الصليب الأحمر الإسباني بمراكز الرعاية للاطمئنان على سلامتهم.
وتُعد هذه العملية التي قامت بها مجموعة المهاجرين الـ 29 اليوم السبت، هي الأكبر من نوعها منذ ما بات يُعرف بأحداث سبتة يومي 17 و 18 ماي 2021 ، التي عرفت ولوج أكثر من 12000 شخص المدينة عبر حاجز الأمواج الحدودي نفسه الذي تم تسجيل بع هذا الحادث في الساعات القليلة الماضية.
وتأتي هذه العملية، تزامنا مع تسجيل وزارة الداخلية الإسبانية استمرار التراجع في عدد المهاجرين غير النظاميين الوافدين على المدينتين المحتلتين عن طريق البر في الفترة من 1 يناير إلى 15 ماي، بنسبة 74 في المائة.
ووفق تقرير وزارة الداخلية الإسبانية، استقبلت مدينة سبتة المحتلة خلال الفترة ذاتها توافد 308 مهاجرين غير نظاميين عن طريق البر والبحر مقارنة بـ354 السنة الماضية، وذلك بنسبة تراجع بلغت 13 في المائة، فيما سجلت مليلية المحتلة منذ دخول السنة الحالية إلى غاية 15 ماي الجاري، 35 مهاجرا فقط مقارنة بـ948 العام الماضي، بنسبة تناقص بلغت 96.3 في المائة، فيما استقبلت بحرا 40 مهاجرا مقارنة بـ58 العام الماضي.
وبمقارنة سنة 2022 مع 2021، سجّل التقرير الإسباني تراجعا في عدد المهاجرين غير النظاميين الوافدين على إسبانيا بنسبة 29.7 في المائة، وذلك من 41945 وافدا في عام 2021 إلى 31219 في عام 2022، ما يمثل انخفاضا قدره 11170 شخصا.
ويُفسر المسؤولون الإسبان هذا التراجع الملحوظ في موجات الهجرة، إلى تعزيز التعاون مع المغرب في مراقبة الحدود، وذلك تفعيلا لمضامين الاتفاق الثنائي المبرم خلال الدورة الـ12 للاجتماع رفيع المستوى المغرب-إسبانيا المنعقد في بداية فبراير الماضي بالرباط.
وكان البلدان قد اتفقا على "تكثيف تعاونهما في مجال محاربة الهجرة غير المشروعة، ومراقبة الحدود ومكافحة الشبكات وإعادة قبول الأشخاص في وضع غير قانوني، ومحاربة الشبكات الإجرامية للهجرة غير القانونية تتطلب أيضا التذكير بالمسؤولية المنوطة بدول الجوار وبلدان المنشأ، والاتحاد الأوروبي من أجل التصدي لهذه الظاهرة".