مرصد إسباني يتقدم بشكوى لـ"غوغل" ويُطالبه بضمّ سبتة ومليلية إلى إسبانيا في خرائطه
تقدّم "مرصد سبتة ومليلية" الإسباني بشكوى رسمية إلى شركة "غوغل" الأمريكية عبر فرعها في إسبانيا، بشأن الخطوط المتقطعة التي يُحدد بها تطبيق الخرائط "Google Map" الحدود الجغرافية لمدينتي سبتة ومليلية، وهي الخطوط التي تعني أن تلك المنطقتين متنازع عليهما بين إسبانيا والمغرب.
وحسب ما أوردته الصحافة الإسبانية، فإن رئيس المرصد، كرلوس اتشيبيريا، وجه رسالة تتضمن شكاية إلى مدير "غوغل" في إسبانيا، يُطالبه فيها بتصحيح "الخطأ" الذي يرتكبه تطبيق الخرائط التابع للشركة، والمتمثل في وضع خطوط متقطعة على حدود سبتة ومليلية وكأنهما مناطق متنازع عليهما، في حين أنه لا يوجد نزاع ذات صبغة دولية في المنطقتين حسب تعبير رئيس المرصد، وبالتالي هما أراض إسبانية.
ويأتي هذا التحرك من طرف المرصد المذكور، بعدما نشرت صحيفة "الإسبانيول" يوم الجمعة الأخير تقريرا قالت فيه بأن شركة "غوغل" الأمريكية تضع خطوطا متقطعة على حدود مليلية وسبتة مع المغرب في الخرائط التي تنشرها عبر تطبيقها "Google Map"، مشيرة إلى أن "غوغل" تفعل ذلك بالنسبة للمناطق المتنازع عليها، مستغربة أن تُطبق ذلك على المدينتين اللتين تعتبر "أراض إسبانية غير متنازع عليها".
وأضافت الصحيفة الإسبانية المذكورة، أن "غوغل" تحاول إرضاء الطرف المغربي، وبالتالي تضع خطوطا متقطعة للإشارة إلى الحدود بين المغرب وسبتة ومليلية، في حين أن الحدود الإسبانية والبرتغالية مثلا، يفصلهما خط متصل يشير بوضوح إلى الحدود الجغرافية للبلدين، وهو ما لا تُطبقه الشركة الأمريكية على "المدينتين الإسبانيتين" حسب تعبيرها.
وأشارت "الإسبانيول" بأن "غوغل" في تعريفها للخط التي تقوم بها لتحديد المناطق الجغرافية لسبتة ومليلية، يعني بأنه لا يوجد لحد الآن اتفاق دولي نهائي يحدد لمن تنتمي سبتة ومليلية، مضيفة بأن "غوغل" تشير في تعريفها إلى المطالب المغربية بشأن المدينتين منذ استقلال المملكة المغربية في سنة 1956.
وتجدر الإشارة في هذا السياق، أن المملكة المغربية لم تعترف في أي وقت سابق بسيادة إسبانيا على سبتة ومليلية، حيث تعتبرهما أراض مغربية محتلة من الجارة الشمالية، وسبق أن أشارت الحكومات المغربية السابقة واللاحقة في العديد من المراسلات الرسمية إلى مغربية المدينتين.
وقد حدث في هذا السياق جدال مؤخرا بين الرباط ومدريد، تجلى في بعث المدير التنفيذي لرئيس الوزراء الإسباني بيدرو سانشيز، عبر وزارة الخارجية الإسبانية، "شكوى شفهية" إلى الرباط، يُعرب فيها عن رفض مدريد لما أقدم عليه المغرب عندما وجه احتجاجا إلى المفوضية الأوروبية يُعلن فيها رفضه لاعتبار سبتة ومليلية حدودا أوروبية.
وحسب الصحافة الإسبانية نقلا عما وصفته بــ"مصادر ديبلوماسية"، فإن "الشكوى الشفهية" تم نقلها إلى السفارة المغربية في مدريد، مشيرة إلى أن الشكوى تضمنت رفض مدريد للمصطلحات التي استعملها المغرب في احتجاجه على المفوضية الأوروبية، كوصف مدينتي سبتة ومليلية على أنهما مدينتان مغربيتان.
وجاءت هذه الشكوى من إسبانيا بعدما وجه المغرب مذكرة إلى الاتحاد الأوروبي، أعرب فيها عن رفضه واستنكاره للتصريحات التي أدلى بها نائب رئيس المفوضية الأوروبية المكلف بالهجرة، اليوناني مارغريتيس شيناس، والتي اعتبر فيها أن مدينتي سبتة ومليلية تمثلان حدودا لأوروبا ودعا لحمايتها.
واعتبر المغرب، أن تلك التصريحات، بأنها "عدائية" مُعربة عن "رفضها القاطع" لمضامين تصريحات المسؤول الأوروبي، التي أدلى بها في اجتماع وزراء خارجية الأمن والدفاع في الدول الأعضاء، المجتمعين في بروكسيل، وخصوصا حديثه عن "استعمال المملكة للمهاجرين كسلاح".
وأشارت المملكة المغربية في هذا السياق، بتصريحات المسؤول الأوروبي عن "استخدام المعاناة الإنسانية للمهاجرين كبيادق في العمليات السياسية لإلحاق الأذى بالاتحاد الأوروبي"، وأرفقت الخارجية المغربية رسالتها بملحق مفصل عنونته بـ"التصريحات العدائية لمارغريتيس شيناس بخصوص بلدنا ومدينتي سبتة ومليلية المغربيتين منذ ماي 2021".
هذا ويرى متابعون للعلاقات المغربية الإسبانية، أن قضية سبتة ومليلية ستبقى من القضايا الدائمة الخلاف بين الدوليتين الجارتين، حيث يرفض المغرب الاعتراف بالسيادة الإسبانية على المدينتين ويعتبرهما أراض مغربية محتلة، في حين ترفض مدريد هذا الموقف وتصر على أن المدينتين هما حدود إسبانيا في الجنوب.