بعد أن سحبت سلفه إثر غضب جزائري من إعلانه مغربية الصحراء.. سفير جديد لتركيا بالرباط قادم من رئاسة الجمهورية
عينت تركيا سفيرا جديدا لها بالمغرب خلفا عمر فاروق دوغان الذي انتهت مهامه بداية شهر ماي الماضي، بعد أشهر من إعلان دعم بلاده للسيادة المغربية على الصحراء واتهامه "أطرافا ثالثة" بإعاقة التنمية في المنطقة.
واختارت أنقرة لهذه المهمة مصطفى إلكر كيليتش، القنصل العام السابق للجمهورية التركية في دبي الإماراتية، والذي سبق أن عمل برئاسة الجمهورية ورئاسة الوزراء.
وظل كيليتش قنصلا بالإمارات العربية المتحدة من شتنبر 2018 وإلى غاية فبراير 2023، علما أنه كان قبل ذلك رئيسا لمكتب البروتوكول لدى رئاسة الوزراء خلال الفترة ما بين 2014 و2018، في عهد رئيس الوزراء السابق أحمد داوود أوغلو والحالي بنعلي يلدريم، كما كان السكرتير الأول لمكتب رئيس الجمهورية السابق عبد الله غل ما بين 2008 و2010.
وينتمي كيليتش لوزارة الخارجية التركية منذ أكثر من 21 عاما، وعمل بالأمم المتحدة لما يناهز 3 سنوات كمستشار سياسي للبعثة الدائمة لبلاده، كما كان مستشارا لدى سفارة تركيا بإيطاليا وسكرتيرا ثانيا لدى الوفد التركي الدائم لدى الاتحاد الأوروبي، وكانت له تجربة أيضا في إفريقيا، وتحديدا في سفارة بلاده بجمهورية الكونغو الديمقراطية.
وعجل هاكان فيدان، وزير الخارجية التركي الجديد، بتعيين كيليتش في سفيرا للمغرب لدى تركيا بعد أيام من إعلان الحكومة الجديدة التي تلت انتخاب الرئيس رجب طيب أردوغان لولاية جديدة، وذلك لإنهاء الجدل الذي رافق استدعاء السفير السابق عمر فاروق دوغان إلى أنقرة، حيث تحدث وسائل إعلام جزائرية وتركية عن أن الأمر يرتبط بـ"ضغط" من طرف الجزائر.
وفي نونبر من سنة 2022، أجرى دوغان حوارا مع مجلة "ماروك إيبدو" الناطقة بالفرنسية، أعلن فيه دعم بلاده للسيادة المغربية على الصحراء، وأورد "مشكلة الصحراء تؤلمنا لأننا في تركيا لدينا مشكلة مماثلة، وإذا كان هناك شخص يفهم شعور السلطات والشعب في المغرب، فحينها فقط يمكنه أن يفهم شعور السلطات والشعب في تركيا".
وأغضبت تلك التصريحات الجزائر خصوصا وأن دوغال أورد أن بلاده تعتبر مشكلة الصحراء "صراعا مصطنعا يعود بالنفع على أطراف ثالثة هدفها إعاقة التنمية بالمنطقة بما في ذلك إعاقتها في المغرب"، معلنا استعداد بلاده للوساطة بين المغرب والجزائر لإيجاد حل، ما يعني أنه اعتبر الجزائر طرفا في الملف كما تؤكد على ذلك الرباط.
وقال دوغان "نريد أن يتمكن البلدان الشقيقان من الجلوس والتوافق والتوصل إلى حل وسط، ولهذا السبب أؤمن بالأهمية الكبيرة لسياسة اليد الممدودة التي كرر الملك محمد السادس التعبير عنها في خطاباته الأخيرة من أجل إيجاد حل لنزاع الصحراء، ونحن ننتظر أن تستجيب الدولة المجاورة لنداءات العاهل المغربي"، مضيفا أنه يعني بـ"الدولة المجاورة" الجزائر.
وتابع الدبلوماسي التركي بخصوص الوساطة "نحن ندرك أنه ليس بالأمر السهل لكننا نعتقد أنه يجب علينا التحلي بالجرأة واتخاذ الخطوة الأولى، لأننا إذا لم نفعل ذلك فلن نتوصل أبدا إلى حل عادل"، وأضاف "نحن نؤيد حل المشكلة في أسرع وقت ممكن، وأنا شخصيا لا أستطيع أن أتحدث عن نزاع الصحراء دون أن أُذكِّر بالدور التاريخي للمغرب في نشر الإسلام في غرب إفريقيا لقرون، يجب ألا ننسى أن العديد من الدول الحالية في هذه المنطقة كانت جزءًا من المغرب، ولذلك فإن هذا العنصر الديني المقدس هو الذي يجعلني أمتلك هذا الميل للمغرب في هذه الحالة".
وأعلن دوغان استعداد الشركات التركية للاستثمار في الأقاليم الصحراوية، مُعلقا "يظل القطاع الخاص التركي مستقلاً وغير منخرط في القضايا السياسية، ويتبنى نهجا يربح فيه الجميع، لذلك لا توجد عقبة أمام الاستثمار الخاص التركي في جميع أنحاء التراب المغربي"، مبرزا أن سلسلة متاجر تركية ستفتح فرعا لها في العيون، وأورد "نشجع دائما المستثمرين على المشاركة في تعزيز التعاون بين المغرب وتركيا".
تعليقات
بإمكانكم تغيير ترتيب الآراء حسب الاختيارات أسفله :