المغرب يحصل على دبابات "ميركافا" من إسرائيل تعويضا له على دبابات T-72B التي وجهتها التشيك لدعم الجيش الأوكراني ضد روسيا
ستتوصل القوات المسلحة الملكية بمجموعة من دبابات "ميركافا" الإسرائيلية، التي ستكون بمثابة تعويض للمغرب عن نقل العشرات من دباباته التي كان يُفترض أن تخضع للتطوير بالتشيك، إلى أوكرانيا لدعم مجهودها العسكري في مواجهة الجيش الروسي، ومن المنتظر ألا يكلف ذلك المملكة أي مبالغ مالية لكنه سيكون وفق شروط من بينها عدم إعادة بيع تلك الدبابات.
ووفق المعطيات التي حصلت عليها "الصحيفة" فإن إسرائيل هي الجهة التي ستتولى تعويض كل من قبرص والمغرب عن دباباتهما التي تم توجيهها إلى أوكرانيا، حيث تبرعت نيقوسيا بـ41 دبابة من طراز T-80U، في حين وجهت براغ 74 دبابة من طراز T-72B تابعة للجيش المغربي إلى كييف، من أصل 130 كانت المملكة قد نقلتها إلى التشيك للخضوع لعمليات التحديث والتطوير.
واشترطت إسرائيل على قبرص والمغرب عدم التبرع بتلك الدبابات أو إعادة بيعها إلى أي طرف، وفي حالت ما إذا أراد أحد البلدين ذلك فعليه أن يحصل على إذن منها، ويشمل المنع تصدير الدبابات إلى أوكرانيا، وهو ما يعني الحيلولة دون ربط إسرائيل بعمليات دعم المجهود العسكري الأوكراني ضد روسيا ولو كان ذلك عبر طرف ثالث.
ونفى المغرب بشكل رسمي مشاركته بأي شكل من الأشكال في الحرب الروسية الأوكرانية، غير أن المؤكد هو أن الدبابات التابعة للقوات المسلحة الملكية من طراز T-72B التي اشتراها المغرب من بيلاروسيا خلال الفترة ما بين 1999 و2001، نُقلت إلى كييف بعد وصولها إلى مقر شركة Excalibur Army في التشيك.
وفي 17 أبريل الماضي برأت موسكو المغرب من دعم الجيش الأوكراني، حيث صرحت الناطقة باسم الخارجية الروسية، ماريا زاخاروفا تعليقا على تسليم التشيك الدبابات المغربية لأوكرانيا "نعتبر هذا الأمر الصارخ دليلا آخر على النهج المعادي لروسيا الذي تتبعه السلطات التشيكية، والذي لا تتورع فيه براغ عن انتهاك القواعد الأساسية للقانون الدولي التي تحكم تجارة الأسلحة ومصادرة ممتلكات الآخرين".
وقالت زاخاروفا إن موسكو تابعت التقارير التي تحدثت عن تسليم الدبابات المغربية وأوردت "وفقا للمعلومات التي تتوفر عليها روسيا، فقد أبرمت المملكة المغربية عقدا مع شركة Excalibur Army قبل بدء العملية العسكرية الخاصة، لتحديث 130 دبابة T-72B كان المغرب قد اشتراها من بيلاروسيا في الفترة ما بين 1999 و2001".
"وتابعت المسؤولة الروسية "تمت إعادة 56 دبابة بعد تنفيذ الأعمال اللازمة في تعديلها، وصادر الجانب التشيكي المركبات المدرعة المتبقية البالغة 74 قطعة لإرسالها لاحقا إلى منطقة القتال في أوكرانيا، معتبرة أن "المغاربة وُضِعوا أمام الأمر الواقع، وفي الوقت نفسه جعلتهم التشيك مذنبين أمام الجانب البيلاروسي لعدم وفائهم بالالتزام المنصوص عليه في شروط عقد شراء هذه الدبابات بعدم إرسالها إلى دول ثالثة دون موافقة المورد".
من جهته نفى المغرب، في 1 مارس الماضي، المشاركة في الحرب الروسية الأوكرانية، حيث قال وزير الخارجية والتعاون الإفريقي والمغاربة المقيمين بالخارج، ناصر بوريطة، إنه "فيما يخص مسألة أوكرانيا والصراع الروسي الأوكراني، فإن موقف المغرب كان واضحا منذ البداية، وهو أن المملكة ليست معنية بهذا النزاع وليست طرفا فيه، ولم نساهم فيه بأي شكل من الأشكال".