الصحراء المغربية أبرز مواضيع النقاش.. إسبانيا تترقب مناظرة مباشرة بين سانشيز وفييخو قبل الانتخابات
تترقب الأوساط السياسية في إسبانيا مناظرة مباشرة تجمع بين زعيم حزب العمال الاشتراكي (PSOE) الذي يشغل حاليا منصب رئيس وزارء إسبانيا، بيدرو سانشيز، وخصمه السياسي، زعيم الحزب الشعبي المعارض (PP)، ألبيرتو نونييز فييخو، وذلك قبل الانتخابات العامة المرتقبة بعد شهر من الآن، في 23 يوليوز المقبل، من أجل مناقشة العديد من القضايا، من أبرزها قضية الصحراء المغربية، وموقف مدريد الداعم للمغرب في هذه القضية.
وتدعو العديد من الأطراف السياسية والإعلامية في إسبانيا، لإحداث هذه المناظرة، خاصة أن المنافسة على المراتب الأولى في الانتخابات يُتوقع بقوة أن تكون بين الحزب الاشتراكي العمالي والحزب الشعبي، وبالتالي فإن مناظرة مباشرة بين زعيمي الحزبين ستوضح الكثير من معالم مستقبل البلاد، وملامح شخصية الرئيس المقبل للحكومة الإسبانية.
ووجه وزير الخارجية الإسباني، خوسي مانويل ألباريس، دعوة مباشرة إلى زعيم الحزب الشعبي، لمواجهة بيدرو سانشيز في مناظرة مباشرة وعلنية، للحديث في العديد من القضايا التي تهم البلاد، وبالخصوص قضايا السياسة الخارجية لمدريد، وهي مناظرة من المتوقع أن تزيد من حظوظ أحد الأطراف لتصدر نتائج الانتخابات العامة المقبلة.
وبخصوص قضية الصحراء المغربية، فإن رئيس الوزراء الإسباني الحالي، بيدرو سانشيز، هو الذي أعلن في مارس من السنة الماضية دعم مدريد لمقترح الحكم الذاتي المغربي لحل نزاع الصحراء، مسجلا بذلك تحولا غير مسبوق في مواقف إسبانيا من قضية الصحراء وساهم في تعزيز المقترح المتمثل في منح إقليم الصحراء حكما ذاتيا تحت سيادة الرباط.
وبالنسبة لزعيم الحزب الشعبي، ألبيرتو نونييز فييخو، فإن الأخير يمارس لحدود الساسة لغة المعارضة ضد قرار سانشيز بخصوص قضية الصحراء المغربية، ويُطالب منه توضيح الأسباب التي دفعته لتغيير موقف مدريد المحايد في القضية إلى موقف داعم للمغرب، خاصة أن هذا الموقف تسبب في قطع العلاقات بين إسبانيا والجزائر الداعم الرئيسي لجبهة "البوليساريو" الانفصالية.
غير أن فييخو في ذات الوقت يرفض توضيح الموقف الذي سيتخذه في حالة توليه الحكومة الإسبانية عند فوز حزبه في الانتخابات المقبلة، وإن كان سيُبقى على موقف سانشيز الذي ينتقده اليوم، أم سيتراجع عن هذا الموقف ويعود بإسبانيا إلى الموقف المحايد من أجل إصلاح العلاقات مع الجزائر، بالرغم من أن هذه الخطوة ستعني مباشرة بدء أزمة ديبلوماسية جديدة مع المغرب.
وفي ظل هذه الضبابية في رؤية المواقف السياسية من الحزبين الأقوى في إسبانيا، فإن مناظرة سياسية مباشرة بين سانشيز وفييخو ستجيب على العديد من الأسئلة وستوضح الكثير من الرؤيا حول مستقبل إسبانيا في علاقاتها الخارجية مع جيرانها، وبالخصوص المغرب والجزائر.