غوتيريش: قضية الصحراء بدأت بين المغرب وموريتانيا وإسبانيا.. والمنطقة تعرف نزاعا منخفض الحد لكن الأمم المتحدة قلقة
قال أنطونيو غوتيريش، الأمين العام للأمم المتحدة، إن نزاع الصحراء بدأ بين المغرب وموريتانيا وإسبانيا حين انسحبت هذه الأخيرة من المنطقة عاقدة اتفاقا بين البلدين الآخرين لتقاسمها في بينهما، نافيا أن يكون للأمم المتحدة يد في عرقلة الوصول إلى حل، وأورد أن المنطقة الموجودة خلف الجدار الأمني المغربي تعرف حاليا صراعا منخفض الحدة يثير قلق المنظمة.
وخلال مشاركته في قمة باريس المالية التي انطلقت أول أمس الخميس بالعاصمة الفرنسية، رافعة شعار "إنشاء عقد جديد بين الشمال والجنوب"، قال غوتيريش إن مشكلة الصحراء "ليست مُجمدة من طرف الأمم المتحدة، إنها مجمدة من طرف من يُعرقلون الملف"، وذلك إجابة حول سؤال طُرح عليه بخصوص مستقبل النزاع في ظل مبادرة الحكم الذاتي المغربية التي تحظى بدعم دولي متزايد.
وأورد غوتيريش أن "قضية الصحراء بدأت حين غادرت إسبانيا المنطقة، وعقدت اتفاقا من أجل تقسيم أراضيها بين المغرب وموريتانيا، بدون أي تحديد ذاتي، بعد ذلك موريتانيا عرفت بأن هناك مشاكل فخرجت من تلك الأراضي والمغرب مدد تواجده إلى المنطقة بأكملها"، مضيفا "هناك جبهة البوليساريو التي تسعى لاستقلال الإقليم"، على حد تعبيره.
وأضاف الأمين العام للأمم المتحدة إن المنظمة لديها مبادرتان، "واحدة مؤطرة من طرف مبعوثي الشخصي ستافان دي ميستورا، الذي يحاول الوصول إلى اتفاق بين المغرب وجبهة البوليساريو من أجل الوصول إلى حل"، مضيفا "المغرب يقدم حلا في إطار سيادته، وهو الحكم الذاتي، وجبهة "البوليساريو" تريد تطبيق حق تقرير المصير عبر استفتاء عام، وإلى حد الآن لم نجد توافقا بين الطرفين".
وأوضح غوتيريش أنه كانت هناك عدة مبادرات للتعامل مع الملف، وتابع "عندما كنت على رأس مفوضية اللاجئين نظمنا رحلات عبر الربط الجوي لمن يرغبون في رؤية عائلاتهم بين المخيمات ومن هم داخل أراضي الصحراء، لكن الوضعية ظلت جامدة".
وحسب المسؤول الأممي، فإن موقف المغرب والبوليساريو "استمرا في التباعد تماما، وفي الوقت نفسه أنشأ المغرب جدارا بالمنطقة ترك جزءا منها في الشرق بدون حضور لسلطاته، وهناك تتحرك جبهة البوليساريو، ولدينا قوات لحفظ السلام هي المينورسو التي من بين أهدافها تفادي وقوع صدام".
وأضاف المتحدث "للأسف الوضعية بعد واقعة الكركارات تعقدت، وقوات المينورسو أصبحت تجد صعوبات أكثر وأكثر لإدارة المنطقة لأن هناك عراقيل من هذا الطرف، وذاك"، وقال "الوضعية في المنطقة خطيرة لأن هناك نزاعا منخفض الحدة لكنه نزاع مستمر وهو ما يمثل مصدر قلق كبير لنا، من أجل ألا يُعمم الصراع على المنطقة، خالصا إلى أن الوضعية تظل مجمدة على أمل أن يكون من الممكن إيجاد حل في أسرع وقت.