اكتظاظ كبير قبل عيد الأضحى.. إعطاء الأولوية للجالية المغربية للعبور بمليلية يثير "احتجاجات إسبانية"
يشهد المعبر الحدودي بمليلية اليوم الثلاثاء سلسلة طويلة من السيارات العابرة إلى المغرب، ويعود أغلبها إلى أفراد الجالية المغربية المقيمة بالخارج، الذي قرروا دخول أرض الوطن لقضاء عطلتهم الصيفية، وفي نفس الوقت قضاء مناسبة عيد الأضحى مع أسرهم.
وتسبب تدفق أعداد كبير من أفراد الجالية على مدينة مليلية من أجل التوجه إلى باقي المدن المغربية، في حدوث اكتظاظ كبير هو الأول من نوعه خلال عملية عبور "مرحبا 2023"، وتسبب أيضا في تأخير العبور لساعات طويلة لأعداد كبيرة من المسافرين.
وشرعت السلطات الإسبانية ونظيرتها المغربية، في اتخاذ إجراءات لتسريع وتيرة العبور باعطاء الأولوية لأفراد الجالية المغربية، باعتبارها أن أعدادها الكبيرة هي التي تسببت في عرقلة انسيابية العبور، إلا أن هذا الاجراء لم يُرض العديد من سكان مليلية الذين يتنقلون بين المدينة وباقي المدن المغربية.
ودفع هذا الاجراء بحزب "مليلية يونيدا" المحلي بالمدينة إلى انتقاد ما أسماه بـ"تفضيل" الجالية المغربية على باقي سكان مليلية، في حين قام العشرات من الأشخاص بتنظيم وقفة احتجاجية بالقرب من معبر بني انصار للاحتجاج على منح الأولوية للجالية المغربية للتنقل عبر المعبر الحدودي.
وتشهد حركية العبور حاليا في مليلية اكتظاظا كبيرا زاد من معاناة العابرين خاصة في ظل الحرارة المفرطة التي تعرفها المنطقة، بالرغم من المحاولات العديدة لتسريع عبور المسافرين ووسائل النقل، إلا أن الأعداد الكبيرة للقادمين تزيد من صعوبة حدوث انسيابية في العبور.
وكانت التوقعات كلها تشير إلى أن الأيام الثلاثة التي ستسبق عيد الإضحى ستكون من الأيام التي ستشهد ذرورة حركة العبور في كل من معبري سبتة ومليلية المحتلتين، نظرا لقرار نسبة كبيرة من الجالية المغربية بالتوجه إلى أرض الوطن لقضاء عيد الأضحى مع أسرهم ومن ثم قضاء العطلة الصيفية.
ويُتوقع أن يتم تسجيل خلال صيف هذه السنة تدفقات قياسية لأفراد الجالية المغربية على أرض الوطن، بالنظر إلى توقف كافة الاجراءات المعقدة التي كانت تحول دون توافد أعداد كبيرة من الجالية، وهي الاجراءات التي كانت مرتبطة بقيود فيروس كورونا المستجد، والأزمة الديبلوماسية مع إسبانيا.
هذا ويأمل القطاع السياحي في المغرب أن يشهد الإقلاع الحقيقي بعد مرحلة كورونا، ابتداء من هذا الصيف، وتُعتبر الجالية المغربية أحد مصادر الانتعاش الذي يعرفه القطاع خلال فصل الصيف. كما تُعتبر الجالية مصدرا مهما للعملة الصعبة بالنسبة للمملكة.
وفي هذا السياق، كشف مكتب الصرف المغربي في بلاغ اليوم الثلاثاء، بأن تحويلات المغاربة المقيمين بالخارج بلغت حوالي 45,17 مليار درهم عند متم ماي 2023. مقابل 39,29 مليار درهم خلال الفترة ذاتها من السنة الماضية.
وأوضح المكتب في وثيقة حول المؤشرات الشهرية للمبادلات الخارجية برسم شهر ماي الماضي. أن هذه التحويلات سجلت بذلك ارتفاعا بنسبة 14,9 في المئة (أي زائد 5,87 مليار درهم) مقارنة مع ماي 2022