هلوسات وهبي بعد منتصف الليل.. المغاربة يريدون حرية حقيقية تتجاوز نصفهم الأسفل
نظام الأسرة بالمغرب في خطر، وهذه الحقيقة تثبتها المعطيات الإحصائية الرسمية، فأن يصل عدد قضايا الطلاق بالمغرب إلى ثلاثمائة ألف حالة خلال عام واحد، فمعناه أننا أمام مليون مغربي متضرر من تبعات الطلاق سنويا، أن يصل عدد النساء غير المتزوجات إلى تسعة ملايين امرأة ومثلهم من الرجال بسبب البطالة والعزوف المتنامي عن الزواج فهذا ينذر بتغير البنية الديموغرافية للمجتمع في وقت وجيز جدا
إن الغرب الذي نحاول استنساخ نموذجه سائر نحو الأفول، ببساطة لأن النواة الصلبة (الأسرة) التي تعتمد عليها نهضته تعرضت للتفكك، وأذكر هنا تصريحا للملك الراحل الحسن الثاني يقول فيه إننا سننتهي حين تظهر بالمغرب دور لرعاية المسنين وحين يقبل المغربي على نفسه أن يحمل والده ووالدته إلى دور العجزة.
لقد لخص الحسن الثاني عوامل الانهيار ببساطة موغلة في العمق، سنشرف على النهاية حين نفقد قيمنا الأسرية. إن فلاسفة الغرب وحكماؤه اليوم موقنون بهذه الحقيقة، ومن هذا المنطلق أطلق شبنجلر وأونفري وجي بوكانون صيحات التحذير، ومنه أيضا تحدثوا عن سقوطهم الوشيك، غير أن جيل المستغربين الذي نشأ بين ظهرانينا وهو الجيل الذي قال عنه فرانز فانون إنه يحاكي في عواصم إفريقيا والعالم الثالث صراخ قادة واشنطن ولندن، وباريس لا رغبة له في فهم ما يدور حوله. لقد تمت برمجته على ترديد عبارات محددة دون التفكير في معناها. إنهم يعيشون بيننا ونبضات قلوبهم هناك، الطوفان يجرفنا وهؤلاء مشغولون بقضايا لا تخصنا.
حين نتحدث اليوم عن قوانين جديدة تصلح نظام الأسرة، فالأصل أن تصب هذه القوانين في مصلحة المجتمع، وحين نرغب في تعزيز الحريات والحقوق المجتمعية فيجب أن نلتفت لكل الميادين التي تعثرت فيها هذه الحريات والحقوق، حق المغربي في الشغل والتعليم الجيد والتطبيب. مصادرة حقه في التعبير عن آرائه السياسية مقيد فلماذا لا يتحدث هؤلاء إلا عن حرية النصف الأسفل للمغربي في زمن نعاني فيه من كل أنواع القهر ومصادرة الحقوق والحريات؟
لا يتبادر إلى ذهني وأنا أتابع الضجة التي أثيرت مؤخرا حول العلاقات الرضائية ومدونة الأسرة وحملات أشباه الفنانين التي تؤلب النساء على الرجال وتحاول إذكاء الصراع بين الطرفين غير جواب واحد، إننا أمام مؤامرة منظمة ذات توقيت وأهداف محددة والإمكانيات التي سخرت للوجوه التي تقود هذه الحملات تفضح هذه الحقيقة.
صدقوني يا سادة، حين يتعلق الأمر بالحديث عن البطالة والفقر والتهميش فلن تتبناه معظم وسائل الإعلام وعادة ما سيجري هذا الحديث في فضاء تفوح منه رائحة التهميش، لكن قضية علاقة بين رجل وامرأة ستحظى بمتابعة دولية ووطنية كبيرة وسيجري الحديث عنها في فندق فخم وسيجيش المؤثرون والفنانون والمفكرون للحديث عنها فهمتم القصة؟!
آه نسيت كلامي هذا موجه لوهبي مع سبق الإصرار والترصد، فإن كان كل همه أن يحرر نصفه الأسفل فهموم المغاربة كثيرة وتحتاج إلى من يلتفت إليها.
تعليقات
بإمكانكم تغيير ترتيب الآراء حسب الاختيارات أسفله :