رغم التأهل إلى الألعاب الأولمبية "باريس2024".. لماذا يُصّر مدرب المنتخب المغربي على "تعذيب" لاعبيه وحرق أعصاب الجمهور؟!
طالت انتقادات عدة الناخب الوطني عصام الشرعي، مدرب المنتخب المغربي لفئة أقل من 23 سنة، وذلك رغم تحقيق التأهل لمباراة نهائي كأس أمم إفريقيا، عقب تجاوز منتخب مالي، مساء أمس الثلاثاء، وبالتالي ضمان تذكرة العبور المباشرة إلى دورة الألعاب الأولمبية الصيفية "باريس 2024".
بين الشوط الأول من المباراة الافتتاحية وآخر دقائق المواجهة أمام مالي، عاش الرأي العام الكروي المغربي على الأعصاب، حيث طرح البعض عدة تساؤلات، فيما تشكلت قناعات عند البعض الآخر أن الإطار الفني الوطني "يقامر" بمستقبل هذا المنتخب، لدرجة أن "الأولمبي" المغربي كاد أن يقصى من محطة نصف النهائي أمام أزيد من 45 ألف متفرج بمدرجات ملعب الأمير مولاي عبد الله بالرباط.
عصام الشرعي.. الناخب الوطني و"اللاستقرار" على مستوى التشكيلة!
خلال المباراة الافتتاحية أمام منتخب غينيا، وظف عصام الشرعي الرسم التكتيكي "1-3-2-4" مع الاعتماد على ثنائية أيمن الوافي ورضوان حلحال في محور الدفاع، بالإضافة لتفضيل أسامة ترغالين وبنجامان بوشواري، عوض الاعتماد على اسماعيل الصيباري وأمير ريتشاردسون، فيما وضع الناخب الوطني ثقته في ابراهيم صلاح في دور رأس الحربة.
شوط أول بمستوى متواضع وخيارات تقنية غير مفهومة، سرعان ما تم تداركها خلال النصف الثاني من المباراة، ليتمكن المنتخب الوطني من قلب الهزيمة بهدف إلى انتصار، بشق الأنفس، عن طريق ضربة جزاء في الوقت البديل.
خلال المباراة الثانية أمام غانا، غيرّ الشرعي من معالم التشكيلة الأساسية، حيث دخل مهدي بوكامير للمحور الدفاعي واستند الشرعي على ثنائية أمير ريشاردسون وأسامة العزوزي، أمامهما الثلاثي اسماعيل الصيباري، بلال الخنوس وعبد الصمد الزلزولي، وهي الوصفة التي أظهرت نجاعتها الفنية، خاصة في ظل تواجد الهداف يانيس برغاويى، مهاجم تولوز الفرنسي، صاحب الهدف الثالث والخامس.
وإن اختار الشرعي أن يحدث تغييرات جذرية على التشكيلة خلال المباراة الثالثة أمام الكونغو، باعتباره لقاء شكلي في حسابات المرور للدور نصف النهائي، إلا أن الناخب الوطني عاد ليغير في ثنائية قلب الدفاع، بالاعتماد على شادي رياض إلى جانب بوكامير، بعد أن شغل، هذا الدور، كل من أيمن الوافي ثم رضوان حلحال.
عامل اللاستقرار الفني عند الشرعي، ظهر أيضا في طريقة تدبيره للمباريات، من خلال التغييرات التي يقدم عليه، حيث ظهر ذلك جليا، خلال مباراة مالي، وهو أثر خروج كل من العزوزي والصيباري والخنوس على التنشيط الهجومي للفريق الوطني.
رجوع المنتخب المغربي إلى الوراء وترك مساحات كبيرة للمنتخب المغربي المييز بفنيات لاعبيه العالية ولياقتهم البدينة جعل المنتخب المغربي كان على "كف عفريت" وقاب قوسين أو أدنى من الخروج من دور نصف نهائي بطولة إفريقيا للأمم لأقل من 23 سنة، وهي الخطة التي أحرقت أعصاب الجمهور المغربي، وارهقت اللاعبين بدنيا وذهنيا، وجعلت من إنهاء مباراته ضد المنتخب المالي مثل هدية العيد التي أرادها الكل أن يحصل عليها قبل أن تيحصل الإقصاء الذي كان قريبا بفعل التعب الذي ظهر على جل اللاعبين المغاربة في الشوطين الإضافين.
حتى ولو توج المنتخب الوطني باللقب..هل يصلح الشرعي لقيادة "الأولمبي" في باريس؟
تساءل المتتبع الكروي المغربي، المهتم بمسار المنتخب الوطني "الأولمبي" حول الأهداف المسطرة لهاته المجموعة و"الأوتوماتيزمات" المتوفرة لإنجاحها، إذ يرى البعض أن "بروفايل" الناخب الوطني عصام الشرعي لا يناسب مشروع تألق في دورة "باريس 2024"، وتحقيق رهان تحقيق "البوديوم' كما فعلت نيجيريا في السابق.
أغلب المتتبعين يرون أن نجاح المنتخب المغربي في تحقيق التأهل لـ"الأولمبياد"، لا يستقيم مع الطريقة التي تم تدبير المباريات الأربع في دور المجموعات ونص النهائي، حيث يتحمل الطاقم الفني، بقيادة عصام الشرعي، مسؤولية عودة المنتخب المالي في النتيجة، خلال مناسبتين، بعد أن كان الفريق الوطني الأقرب لحسم النتيجة.
التراجع الغير مفهوم للمنظومة الفنية بعد أن كان المنتخب الوطني متقدما في النتيجة، بالإضافة إلى ""التايمينغ" الذي تم اختياره في إجراء التغييرات، ثم الخيارات الفنية التي تم توظيفها، كلها أمور جعلت الشرعي تحت مقصلة النقد، أثناء المباراة، أو حتى بعد نهايتها، رغم تحقيق التأهل، بعد الاحتكام لضربات الجزاء الترجيحية.
الشارع الكروي المغربي الذي ربط السيرة الذاتية للناخب الوطني المصري، البرازيلي روجيريو ميكالي، بتلك التي يتوفر عليها الشرعي، خصمه في نهائي "كان U23"، هو نفسه من يطالب بالبحث عن ناخب وطني قادر على قيادة هذا المنتخب "الأولمبي" للتألق في الدورة الصيفية لعام 2024.
تعليقات
بإمكانكم تغيير ترتيب الآراء حسب الاختيارات أسفله :