تصريحاته تُلمح إلى ذلك.. فييخو يُخطط للخروج من "مأزق" دعم مدريد لمغربية الصحراء بمبرر "لا وجود لاتفاق"
بدأت الأحزاب السياسية الإسبانية المتنافسة في الانتخابات العامة المرتقبة في 23 يوليوز الجاري، تشحذ كل أسلحتها من أجل استقطاب أكبر عدد من الأصوات التي تُخول لها تصدر النتائج، وبالتالي الحصول على حظوظ أقوى لتولي الحكومة، ويُعتبر الحزب الشعبي، بقيادة ألبيرتو نونييز فييخو، هو الأبرز في هذا المجال حسب استطلاعات الرأي في إسبانيا.
ويعتمد فييخو على استثمار "اخطاء سانشيز الداخلية" لجلب الناخبين الإسبان إلى صفه، في حين يعتمد أسلوب "مسك العصا من الوسط" في السياسة الخارجية لرئيس الحكومة الحالي، حيث يتجنب الاعلان عن مواقف واضحة بشأن بعض القضايا الخارجية، ومن أبرزها قضية الصحراء المغربية التي أعلن سانشيز دعم مدريد لمبادرة الحكم الذاتي المغربية لحل النزاع.
ويستغل فييخو، رفض العديد من الأطراف في إسبانيا لقرار سانشيز الداعم لمغربية الصحراء، بتوجيه انتقاداته للحكومة الحالية، لكنه في نفس الوقت يرفض الاعلان عن الموقف الذي سيتخذه بشأن هذا القرار في حالة توليه للحكومة بعد 23 يوليوز، وذلك تفاديا لأي رد فعل سياسي غير مناسب في الوقت الحالي من الأطراف المعنية في هذا النزاع، وعلى رأسها المغرب، ثم الجزائر وجبهة "البوليساريو" الانفصالية.
وكان فييخو قد صرح مؤخرا بأنه مع تمتين وتقوية العلاقات الثنائية مع المملكة المغربية في مختلف المجالات، لكنه في نفس الوقت يقول بأنه سيعمل على إصلاح العلاقات مع الجزائر واستئنافها بعدما قررت الجزائر قطع العلاقات مع مدريد على خلفية إعلان الأخيرة دعمها للمغرب في قضية الصحراء.
ويبقى السؤال المطروح بشكل بارز، هو كيف سيُوازن فييخو بين المغرب وإسبانيا عبر إنشاء علاقات جيدة بين البلدين، مادام أن الخلاف بين الطرفين هو قائم على قضية الصحراء، حيث أن عدم تراجع مدريد عن دعم مبادرة الحكم الذاتي، يعني أن الجزائر ستواصل قطع علاقاتها مع إسبانيا، وفي حالة تراجع عن ذلك الدعم، فإن ذلك سيعني مباشرة أزمة جديدة مع المملكة المغربية.
لكن في قراءة ما بين سطور تصريحات فييخو في حملاته الانتخابية، يبدو أن الأخير يُخطط إلى الخروج من "مأزق" قرار دعم مدريد لمغربية الصحراء، بمبرر أنه "لا يوجد اتفاق" بين المغرب وإسبانيا بهذا الخصوص حتى يتراجع عنه، وفي جل تصريحاته الأخيرة كان يتساءل أمام الإعلاميين والناخبين، "هل يوجد شخص في إسبانيا يعرف ما الذي تم الاتفاق عليه بين سانشيز والمغرب؟".
ويحاول فييخو، اعطاء الانطباع بأن قرار سانشيز دعم مبادرة الحكم الذاتي لحل نزاع الصحراء تحت السيادة المغربية، هو دعم شفوي وليس دعما رسميا متفقا وموقعا عليه بين الطرفين، وبالتالي لا يوجد في الأصل أي اتفاق رسمي، ولهذا فإن مدريد ستعمل على دعم الحلول الأممية لهذا النزاع.
ويسعى فييخو، من خلال هذه التصريحات، إلى بعث رسائل "إيجابية" إلى الجزائر بهدف استئناف العلاقات الثنائية معها، وفي نفس الوقت، لن يقوم بأي بادرة تُعطي الانطباع عن تراجع إسبانيا عن موقف أعلنت عنه بسبب المبرر المذكور، لكن يبقى السؤال المطروح، هل سينجح فييخو في هذا المُخطط الذي يُمهد له في تصريحاته الأخيرة قبل الانتخابات؟
تعليقات
بإمكانكم تغيير ترتيب الآراء حسب الاختيارات أسفله :