حزب التقدّم والاشتراكية يُطالب حركة فتح بتفسير تصريحات أحد قيادييها حول الصحراء على قناة جزائرية
استنكر حزب التقدم والاشتراكية، التصريحات المعادية للوحدة الترابية وسيادة المملكة على أراضيها، التي أدلى بها جبريل الرجوب، وزير الشباب والرياضة الفلسطيني، ورئيس اللجنة الأولمبية الفلسطينية ورئيس اتحاد كرة القدم الفلسطيني، وأمين سر اللجنة المركزية لحركة "فتح"، مُطالبا هذه الأخيرة في رسالة رسمية لرئيسها بتقديم تفسيرات وإيضاحات بهذا الخصوص.
ووجّه الأمين العام لحزب التقدّم والاشتراكية، نبيل بنعبد الله رسالة رسمية لعباس زكي، المفوض العام للعلاقات العربية والصين الشعبية في اللجنة المركزية لحركة فتح، استنكر فيها تصريحات الرجوب "المسيئة للمغرب" على إحدى القنوات الجزائرية، على هامش مشاركة المنتخب الفلسطيني في النسخة الخامسة عشر من دورة الألعاب العربية الجارية وقائعها في الجارة الشرقية، مذكّرا الحركة بأهمية وحساسية قضية الصحراء المغربية بالنسبة للشعب المغربي وكافة قواه الحية.
وجاء في الرسالة التي اطّلعت عليها "الصحيفة": "تفاجأنا وتأثرنا سلبا، في حزب التقدم والاشتراكية، بالتصريحات الإعلامية المثيرة للاستغراب، والتي صدرت عن السيد جبريل الرجوب، أمين سر اللجنة المركزية لحركة فتح، وذلك على قناة تلفزيونية جزائرية. وهي تصريحات مخالفة تماما للمواقف الرسمية التي تلتزم بها، إزاء هذه القضية، السلطة الوطنية الفلسطينية ومنظمة التحرير الفلسطينية، وخاصة حركة فتح".
وشدّد التقدم والاشتراكية، على أن الموقف الرسمي الفلسطيني، تجاه قضية الصحراء المغربية، يتعين ألا يتأثر بأي اعتبارات أو سياقات ظرفية، مثلما تظل القوى الوطنية الحية الأساسية في بلادنا، وخاصة منها الديموقراطية والتقدمية، متشبثة، في جميع الأحوال والظروف، بالدفاع عن القضية الفلسطينية، وبمساندتها لنضالات الشعب الفلسطيني الشقيق من أجل نيل كافة حقوقه الوطنية.
ودعا حزب التقدم والاشتراكية، قيادة الحركة الفلسطينية إلى ضرورة تقديم تفسير وتوضيحات بشأن الموقف الرسمي لحركة فتح حول موضوع التصريحات المسيئة للوحدة الوطنية للمغرب وسيادة المملكة على أراضيها، تجاوبا مع ردود الفعل الكثيرة، ولخيبة الأمل الكبيرة، التي عبرت عنها أوساط عديدة في المغرب، وحزب "الكتاب" واحد منها.
ويأتي موقف حزب التقدم والاشتراكية، تفاعلا مع تصريحات لوزير الشباب والرياضة في الحكومة الفلسطينية قدّمها لإحدى القنوات الجزائرية وتستهدف السيادة الوطنية عندما اعتبر أن "هناك سمفونية لحنها الأمريكيون والإسرائيليون لدمج إسرائيل في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، وتجاوز القضية الفلسطينية فحصل تطبيع في الخليج وفي شمال إفريقيا، في إشارة إلى المغرب". معتبرا أن "الاتكاء على إسرائيل أو حتى على الولايات المتحدة لتصير الصحراء مغربية أو جزائرية، أعتقد أن اللجوء إلى الإسرائيليين أو أن إسرائيل يمكن أن تكون مصدر قوة لأحد أو إضعاف أحد غير صحيح ولن يكون".
ولم تقف تصريحات المسؤول الحكومي الفلسطيني عند هذا الحد، بل اعتبر أن "الموقف الجزائري بالاحتكام إلى الاستفتاء والحوار مع الأشقاء وإقصاء وإبعاد أعداء الجزائر والمغرب هو الخيار أو النهج الصحيح".
وفور بث هذه التصريحات المعادية للمغرب على لسان الوزير الفلسطيني، والتي تتنافى وموقف حركة "فتح" والحكومة في البلد، سارع السفير الفلسطيني في الرباط عبد اللطيف صالح الشوبكي إلى احتواء الأزمة مؤكدا أن تصريحات الرجوب "فهمت بشكل خاطئ" وأن موقف بلاده من ملف الصحراء المغربية "لم يتزحزح من مكانه أو يتغير"
وأوضح الشوبكي في تصريحات صحفية: "نحن، في فلسطين، من حيث المبدأ، لا نتدخل في أي خلاف عربي – عربي. ونحن مع قرارات الجامعة العربية والأمم المتحدة. موقفنا كسلطة واضح بخصوص هذا الموضوع".
وأكد السفير الفلسطيني، أن الرجوب حضر في الجزائر كمسؤول رياضي، وموقف الحكومة الفلسطينية لن يتغير، ونحن تربطنا علاقات جيدة مع المغرب، ومع الجزائر أيضا. ولا يمكن أن نكون طرفا في أي نزاع.
واعتبر المسؤول الدبلوماسي، أنه من مصلحة بلاده أن يحل الخلاف بين الجارين، المغرب والجزائر، "لأننا سنكون أول المستفيدين منه.. نحن مع وحدة العرب، ونريد دعم الجميع في مواجهة الاحتلال" على حد تعبيره.
من جانبها، استنكرت الرابطة المغربية للصحافيين الرياضيين بدورها تصريحات جبريل الرجوب، رئيس اللجنة الأولمبية الفلسطينية، في حق المغرب، معربة عن شجبها القوي والشديد "لكل ما صدر عن المدعو جبريل الرجوب، رئيس اللجنة الأولمبية الفلسطينية، في حق المملكة المغربية الشريفة، ووحدتها الترابية".
واعتبرت أن "ما صدر عن المدعو جبريل الرجوب، المعروف سلفا مدى حقده الدفين على المغرب وكل ما هو مغربي، من تصريحات منافية للأعراف الديبلوماسية والأخلاقية، فضلا عن تجاوزه للمواثيق الأولمبية التي تفرض عليه الحياد، وإبعاد كل ما هو سياسي عما هو رياضي، ليدعو أولا إلى الأسف، قبل أن يدعو إلى الإدانة الشديدة والكبيرة".
ودعت الرابطة في بلاغ لها: "اتحاد اللجان الأولمبية الوطنية العربية، باعتبارها الجهة المسؤولة عن تنظيم الألعاب الرياضية العربية، وكذلك اللجنة الأولمبية الدولية إلى ضرورة التدخل لاتخاذ ما يلزم إزاء المدعو جبريل الرجوب، لوقفه عند حده، لاسيما وأنه استغل موقعه، باعتباره رئيسا للجنة الوطنية الأولمبية الفلسطينية، وحضوره في حدث رياضي عربي، يرمز إلى معاني الوحدة والتضامن، ليبث سمومه المخبوءة في نفسه إزاء المملكة المغربية الشريفة ووحدتها الترابية".
وشدّدت الرابطة المغربية للصحافيين الرياضيين، على أنها تنتظر من السلطات الفلسطينية (رئيسا، وحكومة، وبرلمانا، وجهات مسؤولة)، ومن الشعب الفلسطيني بكل مكوناته، "أن يعبروا عن موقفهم الصريح إزاء هذا الخروج المؤسف والمخزي والماكر عن النص والأعراف والمواثيق الدولية، راجين أن يحتكم من يعنيهم الأمر إلى منطق الأخوة، والتاريخ، والوشائج المتينة التي ظلت تجمع البلدين والشعبين، درءا لهذه المفسدة التي صدرت عن مسؤول فلسطيني، هو في واقع الأمر غير مسؤول بالمرة".