بعد اعتراف تل أبيب بمغربية الصحراء.. رئيس الأركان الإسرائيلي يعيّن ملحقا عسكري بمكتب الاتصال الإسرائيلي بالمغرب
بعد إعلان رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، أمس الاثنين، في رسالة موجهة إلى الملك محمد السادس، بالاعتراف الرسمي لإسرائيل بسيادة المغرب على الصحراء، تكون تل أبيب والرباط قد طويتا صفحة كل "القضايا الخلافية"، ليبقى المجال مفتوحا الآن في وجه تطوير العلاقات الثنائية على جميع الأصعدة بدون أي "عراقيل".
وبالرغم من أن العلاقات الثنائية بين المغرب وإسرائيل، منذ توقيع اتفاق استئناف العلاقات الثنائية تحت الوساطة الأمريكية في دجنبر 2020، عرفت زخما كبيرا في "تشبيك" الروابط الثنائية بالعديد من الاتفاقيات في مجالات متعددة، إلا أنه بعد الاعتراف الإسرائيلي بسيادة المغرب على الصحراء، من المرتقب أن تشهد هذه العلاقات زخما جديدا أكثر قوة.
ويشمل التعاون بين إسرائيل والمغرب جميع المجالات، كالصحة والتعليم والتكنولوجيا والفلاحة والصيد البحري والصناعة، إلا أن مجال الأمن والدفاع، من المرتقب أن يكون أبرز مجال سيشهد فيه التعاون بين تل أبيب والرباط تطورا كبيرا وتقدما متسارعا في الشهور والسنوات المقبلة.
وتدل خطوة الأركان العامة للجيش الإسرائيلي على هذا المسعى، حيث أعلن رئيس الأركان العام اللواء هرتسي حليفي، أمس الاثنين، عن تعيين العميد، شارون ايتاح، أول ملحق عسكري بمكتب الاتصال الإسرائيلي بالمغرب، وذلك بالتزامن مع الاعتراف الإسرائيلي بسيادة المغرب على الصحراء.
وتهدف هذه الخطوة إلى الرفع من مستوى تطور العلاقات الأمنية بين إسرائيل والمغرب وتعزيز التعاون بينهما في مجال الدفاعي العسكري، خاصة أن إسرائيل والمغرب وقعا العديد من الاتفاقيات للتعاون في هذا المجال، مثل إجراء التداريب العسكرية الثنائية وتبادل الخبرات والتكنولوجيا الحربية.
كما أن الاعتراف الإسرائيلي بسيادة المغرب على الصحراء، من المتوقع أن يكون له تأثير إيجابي على مشاريع ثنائية، كمشروع بناء مصنعين لصناعة الطائرات المسيرة العسكرية في المغرب من نوع "كاميكازي" التي تصنعها إحدى الشركات الدفاعية الإسرائيلية.
وكان المغرب وإسرائيل قد شرعا منذ بداية العام الجاري، في تسريع وتيرة تنزيل بنود مذكرة التفاهم الموقعة في سنة 2021 الخاصة بالتعاون في المجالين الدفاعي والعسكري، وهي الاتفاقية التي كان قد جرى توقيعها في العاصمة الرباط خلال الزيارة الرسمية التي كان قد قام به وزير الدفاع الإسرائيلي أنذاك بيني غانتس.
ويُتوقع أن يحصل المغرب على مزيد من الأسلحة التي تصنعها إسرائيل، من أجل مواصلة برنامج التحديث للترسانة العسكرية الذي بدأه منذ سنوات، كما أنه يُرجح بقوة أن تستفيد الرباط من خبرة وتقدم إسرائيل في الصناعة الدفاعية، من أجل التأسيس لصناعة عسكرية محلية في المغرب.