الخارجية الأمريكية تؤكد أن اعترافها بمغربية الصحراء مستمر.. وسياسة واشنطن المُتخذة في دجنبر 2020 "لم تتغير"
أكدت الولايات المتحدة الأمريكية، أن سياستها بخصوص قضية الصحراء، التي تبنتها منذ دجنبر 2020، لا زالت مستمرة ولم يطرأ عليها أي تغير، في إشارة إلى اعتراف واشنطن بالسيادة المغربية على الصحراء، في عهد الرئيس السابق دونالد ترامب، وذلك في أول تفاعل علني للإدارة الأمريكية مع إقرار إسرائيل رسميا بأن المنطقة جزء من المملكة.
ولاحقت الأسئلة المتحدث باسم وزارة الخارجية الأمريكية، ماثيو ميلر، خلال الإحاطة الصحفية ليوم 18 يوليوز 2023، بخصوص الاعتراف الإسرائيلي بمغربية الصحراء، ليجيب "أود القول إنه بشكل عام أن استئناف العلاقات بين المغرب وإسرائيل كان إيجابيا بشكل واضح بالنسبة للمنطقة، ونحن نتطلع إلى العمل مع هؤلاء الشركاء المقربين لتوسيع دائرة السلام بشكل أكبر".
وسُئل ميلر إذا ما كان لدى الإدارة الأمريكية موقف من قرار الحكومة الإسرائيلية الاعتراف بمغربية الصحراء، ليُجيب "ليس لدي تعليق على قرار الحكومة الإسرائيلية"، ما دفع الصحفي الذي طرح السؤال للاستفسار حول موقف واشنطن من الاعتراف بالسيادة المغربية، وكان جواب ميلر "من الواضح أن الولايات المتحدة اتخذت هذه الخطوة في دجنبر 2020، ولم تتغير".
وإمعانا في التحقق من استمرار الاعتراف الأمريكي تساءل الصحافي "لم يتغير الأمر؟ من الواضح أن الصحراء الغربية بالنسبة لك جزء من المغرب؟"، وكان جواب ميلر "أود القول إن هذه السياسة تم الإعلان عنها في دجنبر 2020 ولم تتغير، وأضاف "في نفس الوقت أقول إننا نؤيد بالكامل المبعوث الشخصي للأمين العام للأمم المتحدة، ستافان دي ميستورا، وهو يُكثف جهوده للوصول إلى حل سياسي دائم وكريم للملف".
وخلال اللقاء نفسه سُئل المتحدث باسم وزارة الخارجية الأمريكية عن مصير القنصلية التي تعهدت واشنطن ببنائها في مدينة الداخلة تأكيدا لاعترافها بالسيادة المغربية على الصحراء، على اعتبار أن الأمر قد تأخر، وأجاب ميلر عن ذلك بأنه "لا يتابع أشغال البناء"، مبرزا أنه لا يتوفر على المعلومات الضرورية للإجابة عن هذا السؤال.
وفي 10 دجنبر 2020 أعلن الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب اعتراف بلاده بالسيادة المغربية على الصحراء، من خلال تغريدة عبر حسابه الرسمي في "تويتر" أكد فيها أن الأمر تم عبر مرسوم رئاسي، وبعدها مباشرة جرى تفعيل هذا القرار من خلال اعتماد الخريطة الكاملة للمغرب في المؤسسات الرسمية الأمريكية، وظهر السفير السابق لواشنطن في الرباط ديفيد فيتشر وهو يوقع على الخريطة المعتمدة.
وقال ترامب حينها "لقد وقعت اليوم إعلانا يعترف بالسيادة المغربية على الصحراء الغربية"، وأضاف أن "اقتراح المغرب الجاد والواقعي للحكم الذاتي هو الأساس الوحيد لحل عادل ودائم لتحقيق السلام الدائم والازدهار"، وتابع "لقد اعترف المغرب بالولايات المتحدة عام 1777، ومن ثم فمن المناسب أن نعترف بسيادتهم على الصحراء الغربية".
وفي أعقاب ذلك، وبتاريخ 22 دجنبر 2020، جرى توقيع اتفاق ثلاثي مغربي أمريكي إسرائيلي، بالقصر الملكي بالرباط تحت أنظار الملك محمد السادس، عادت بموجبه العلاقات الدبلوماسية المغربية الإسرائيلية بعد 20 عاما على قطعا، ثم جرى افتتاح مكتبين للاتصال بكل من الرباط وتل أبيب.
وأول أمس الاثنين، قال بلاغ للديوان الملكي إن الملك محمد السادس "توصل برسالة من الوزير الأول لدولة إسرائيل بنيامين نتنياهو، ومن خلال هذه الرسالة، رفع الوزير الأول الإسرائيلي إلى علم الملك قرار دولة إسرائيل الاعتراف بسيادة المغرب على أراضي الصحراء الغربية".
وأضاف البلاغ "وفي هذا الصدد، أكد الوزير الأول الإسرائيلي أن موقف بلاده هذا سيتجسد في كافة أعمال ووثائق الحكومة الإسرائيلية ذات الصلة، وشدد أيضا، على أنه سيتم إخبار الأمم المتحدة، والمنظمات الإقليمية والدولية التي تعتبر إسرائيل عضوا فيها، وكذا جميع البلدان التي تربطها بإسرائيل علاقات دبلوماسية بهذا القرار"، وأفاد نتنياهو بأن إسرائيل "تدرس إيجابيا فتح قنصلية لها بمدينة الداخلة، وذلك في إطار تكريس قرار الدولة هذا".