بعد تحذير أوروبي من استهلاك البطيح الأحمر المغربي.. "أونسا" للصحيفة: شحنة واحدة كانت تحتوي على نسبة عالية من مادة "الميثوميل" وقد تم تعليق تراخيص المُصدّر
نفَى المكتب الوطني للسلامة الصحية للمنتجات الغذائية "أونسا"، الأخبار الرائجة حول تلوُّث كل صادرات المغرب من البطيخ الأحمر إلى سوق الاستهلاك الإسبانية بمادة "الميثوميل"، مشدّدا على أن الأمر يتعلق بشحنة واحدة فقط، وتم مُعاقبة صاحبها وتعليق ترخيصه الصحي.
وتفاعلا مع إصدار نظام الإنذار السريع للأغذية والاعلاف الإسباني المعروف بـ"RASFF"، الاثنين، تحذيرا جديدا بخصوص استهلاك البطيخ الأحمر المغربي، بعد رصد شحنة جديدة توجد بها مستويات عالية من مادة "الميثوميل" تتجاوز المستويات المصرح بها في أوروبا، تواصلت "الصحيفة" مع "أونسا"، بهذا الخصوص ليؤكد مصدر من داخل المكتب، أن الأمر يتعلّق "بشحنة واحدة فقط من البطيخ الأحمر وليس كل الصادرات الموجهة إلى هذا السوق".
وأشارت المصادر ذاتها، إلى أنه فور إبلاغ المكتب الوطني للسلامة الصحية للمنتجات الغذائية "أونسا' عبر نظام (RASFF) للاتحاد الأوروبي بخصوص شحنة من البطيخ الأحمر التي تم تصديرها من المغرب إلى اسبانيا، والتي كشفت التحاليل المخبرية عن العثور على بقايا الميثوميل بنسبة تتعدى الحد المسموح به بموجب قوانين الاتحاد الأوروبي، قام المكتب بإجراء التحقيقات اللازمة، مما أدى إلى تحديد الحقل المعني وتتبع شحنة البطيخ المصدرة.
وأكدت المصادر ذاتها ضمن التوضيح الذي خصّت به "الصحيفة"، أنه تم اتخاذ إجراءات وعقوبات ضد المخالفين، من خلال تعليق الترخيص الصحي لوحدة التلفيف المعنية وتعليق ترخيص المُصَدِّر الذي قام بالتصدير، كما تم بالموازاة مع ما سبق إجراء تحريات لتحديد قناة تسويق المبيد المذكور.
وبخصوص وضعية المبيد الممنوع أوروبيا في المغرب، وحول ما إذا كان لا يزال معتمدا في المحاصيل الموجة للسوق المحلية، أكّدت "أونسا"، أن المكتب قام أساسا بمنع استخدام الميثوميل في جميع الزراعات اعتبارًا من السنة الفارطة، وبالضبط في 26 شتنبر 2022، وتم إخطار جميع المزارعين، لكن هذا لا يمنع وقوع بعض الفلتات غير المحببة، والتي يتعامل معها المكتب بحزم كبير، وتعرض أصحابها لعقوبات قاسية.
وأشارت المصادر ذاتها، في توضيحها لـ "الصحيفة"، إلى أن هذا لا يمنع أنه لا زال يعتمد استخدام الميثوميل في بلدان أخرى بحد أقصى للبقايا (LMR) على البطيخ بمعدل 1 ملغ/كغ في اليابان، و 0.2 ملغ/كغ في الولايات المتحدة، و 0.1 ملغ/كغ وفقًا للكوديكس الغذائي.
ومنذ بداية عام 2023، سجّل المكتب الوطني للسلامة الصحية للمنتجات الغذائية "أونسا"، 5 إشعارات فقط حول الفواكه والخضروات من المغرب في نظام RASSF، من أصل 497 إشعارًا تم إصدارها عن طريق هذا النظام بشأن الخضر والفواكه المستوردة من طرف أوروبا المتأتية جميع البلدان وفق ما أكدته المصادر نفسها.
وقامت "أونسا" في عام 2023، بأخذ 8000 عينة من المنتجات الغذائية المُسوقة في المغرب، مقابل 700 عينة في عام 2018، مشيرة إلى أنه وعلى سبيل المثال، تقوم دول الاتحاد الأوروبي بأخذ معدل 4500 عينة سنويا فقط.
وكان نظام الإنذار السريع للأغذية والاعلاف الإسباني المعروف بـ"RASFF"، قد أصدر في غضون أسبوع واحد إشعارين عن رصد مادة "الميثوميل" غير المصرح بها بنسبة زائدة في البطيخ الأحمر المغربي، معلنة فحصها "الجدّي" لباقي الشحنات الأخرى القادمة من المغرب.
وشدّد المصدر ذاته، على أنه بات من الضروري التعامل مع باقي الشحنات الأخرى بالجدية، قبل أن يؤدي ذلك إلى اكتشاف شحنة أخرى تحتوى نسب زائدة من نفس المادة.