المُفوضية الأوروبية: "سبتة ومليلية حدود أوروبية" لكن علاقتنا بالرباط مُثمرة ولن نراجعها لهذا السبب

بعد مُضي أكثر من شهرين على رسالة الاحتجاج التي وجّهها المغرب إلى المفوضية الأوروبية بسبب اعتبارها كل من سبتة ومليلية أرض إسبانية، في حين أنها أراض مغربية محتلة، خرجت هذه الأخيرة عن صمتها أخيرا لتؤكد أنه لن يتم النظر في "مراجعة" العلاقة مع الرباط بسبب تشكيكها في إسبانية المدينتين المحتلّتين اللتين "تنتميان إلى الاتحاد الأوروبي".

ويبدو أن الاتحاد الأوروبي، عاد لإشهار حرصه على تجنب الحديث سياسيا عن "إسبانية" سبتة ومليلية رغم أنهما تستفيدان من المساعدات الأوروبية، وتعتبرهما إسبانيا حدودا أوروبية في وقت كانت عدد من الدول الأوروبية نفسها ترى ضرورة إعادة المدينتين إلى المغرب، الأمر الذي يُفسّر هذه التصريحات التي عبّرت عنها المفوّضية الأوروبية على لسان الممثل السامي للاتحاد الأوروبي للشؤون الخارجية والسياسة الأمنية ونائب رئيس المفوضية الأوروبية جوزيب بوريل.

ولا تُفكّر حاليا المفوضية الأوروبية، وفق ما أكده نائب رئيسها، في مراجعة "العلاقة المكثفة والمثمرة بين الاتحاد الأوروبي والمغرب"، رغم تأكيد الرباط على طابع المدينتين المغربي وأنهما جزء من الوطن، والتعبير عن ذلك صريحا ضمن المذكرات الدبلوماسية الصادرة عن وزارة الشؤون الخارجية المغربية.

ونقل ذلك، الممثل السامي للاتحاد الأوروبي للشؤون الخارجية والسياسة الأمنية ونائب رئيس المفوضية الأوروبية، إلى النواب الإسبان جوردي كانياس ومايت باجازورتوندا، اللذان سألاه عما إذا كانت المفوضية "تخطط لمراجعة بطريقة ما تطبيق شروط الشراكة مع المغرب في ضوء هذه الشروط أو الأحداث الجديدة بما فيها احتجاج الرباط وإصرار على اعتبار المدينتين مغربيتين"، فكان الجواب صريحا وسريعا على النائبان البرلمانيان وهو "لا".

وبالمُقابل، قال السياسي الكتالوني، إن "مؤسسات الاتحاد الأوروبي أعادت التأكيد علنًا على الموقف الرسمي المعروف جيدًا بشأن أهمية حماية الحدود الخارجية للاتحاد الأوروبي"، موردا أن التصريحات "المسيئة" للمغرب، والصادرة عن نائب رئيس المفوضية الأوروبية اليوناني مارغريتيس شيناس، بقوله إن سبتة ومليلية "مدينتَين إسبانيتَين"، كان الهدف منها التأكيد على أنها "أراض تابعة للاتحاد الأوروبي وتشكل جزءًا من حدوده الخارجية".

ويرى نائب الرئيس أن ما قاله شيناس، وترويجه لطريقة الحياة الأوروبية ما أثار استياء الرباط من أن سبتة ومليلية هي حدود إسبانيا والاتحاد الأوروبي هو في الحقيقة ينسجم مع كون "قانون الاتحاد ينطبق على المدينتين".

وكان المغرب قد أبلغ في مذكرة احتجاجية وجّهتها مديرية الاتحاد الأوروبي بوزارة الشؤون الخارجية والتعاون الإفريقي والمغاربة المقيمين بالخارج إلى سفارة الاتحاد الأوروبي بالرباط، رفض المملكة "القاطع" لتصريحات المسؤول الأوروبي من أصل يوناني مارغريتيس شيناس، "العدائية" خلال مشاركته يوم 11 ماي الماضي في القمة الأوروبية لوزراء الخارجية في بروكسيل.

وأرفقت الرباط المذكرة ذاتها بملحق فصلت فيه في التصريحات العدائية الرئيسية لمارغريتيس شيناس حول المملكة ومدينتي سبتة ومليلية المغربيتين منذ ماي 2021، مشيرة إلى أنها "أعربت مرارا وتكرارا، وعبر قنوات مختلفة، عن رفض تصريحات مماثلة سابقة لنائب رئيس المفوضية"، التي تستدعي "إنهائها بشكل قاطع للحفاظ على هدوء التعاون مع الاتحاد الأوروبي".

من جانبه، بعث المدير التنفيذي لرئيس الوزراء الإسباني بيدرو سانشيز، عبر وزارة الخارجية الإسبانية، "شكوى شفهية" إلى الرباط، يُعرب فيها عن رفض مدريد لإقدام المغرب على توجيه احتجاج إلى المفوضية الأوروبية بشأن اعتبار سبتة ومليلية حدودا أوروبية.

وكان الاتفاق الثنائي بين المملكتين الذي وضع أسس خارطة الطريق، قد نص على عدم إثارة أي ملف يثير قلق وحفيظة أو سيادة كل من الرباط ومدريد على أراضيهما، كما صرح رئيس الحكومة المؤقت بيدرو سانشيز في البرلمان الإسباني، بأنه طلب من المسؤولين المغاربة، عدم إثارة ملف المدينتين لمحتلتين بالمطلق من أجل عدم التشويش على مسار العلاقات بين البلدين.