هل هور رد على خطاب الملك محمد السادس؟.. تبون يستبعد أي مواجهة عسكرية بين الجزائر "وجيرانها" بشكل قاطع
استبعد الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون، أي تدخل عسكري أو مواجهة عسكرية بين الجزائر والبلدان المحيطة بها، التي وصفها بـ"الجيران"، معتبرا أن الحرب ليست حلا، وتؤدي إلى خلق الرغبة في الانتقام بين الشعوب تستمر لسنوات طويلة.
وقال تبون خلال حوار مع وسائل إعلام جزائرية أول أمس السبت، في رده على الأوضاع في النيجر والمناطق المحيطة بالجزائر، وإمكانية حدوث مواجهات عسكرية، بأن بلاده ضد أي تدخل عسكري في النيجر، مشيرا في ذات السياق بأن الجميع يجب أن يعلم "قطعا، الجزائر لن تستعمل القوة مع جيرانها، أبدا، مهما كانت الظروف".
وأضاف تبون في هذا الصدد، بأن هناك العديد من البلدان التي وقعت فيها تدخلات عسكرية، لازالت تعاني من ويلات تلك التدخلات، كما أن المواجهات العسكرية بين الشعوب ليست حلا، بل يجب أن تُحل بالمنطق وليس بإسالة الدماء وفق كلام عبد المجيد تبون.
ويأتي تصريح الرئيس الجزائري على بُعد أسبوع من خطاب الملك محمد السادس بمناسبة الذكرى 24 لتوليه عرش المملكة المغربية، والذي أفرد فيه جزءا موجها إلى الجزائر، حيث أكد فيه بأن المغرب لن يكون مصدرا لأي شر أو سوء يصيب الجزائر، وأعرب الملك عن أمله في أن تتحسن العلاقات بين البلدين ويتم فتح الحدود.
وكان هذا الكلام من العاهل المغربي، بمثابة رد على العديد من التقارير التي كانت تنشرها الصحافة الجزائرية، بأن المغرب يستهدف زعزعة استقرار الجزائر، ويستغل تطبيعه للعلاقات مع إسرائيل من أجل اقتناء الأسلحة للاستقواء على الجزائر، وهو الأمر الذي سبق أن نفاه المغرب مرارا في وقت سابق.
هذا، وقالت مجلة "جون أفريك" الفرنسية، إنه في حالة لو حدث "تطبيع" في العلاقات الثنائية بين المغرب والجزائر، وتم فتح الحدود بين البلدين، مثلما أعرب الملك محمد السادس عن أمله في تحقيق ذلك خلال خطاب العرش الأخير الذي ألقاه في 29 يوليوز، فإن من شأن ذلك أن يشكل بداية عهد اقتصادي جديد لدى الطرفين والمنطقة بكاملها.
وركزت المجلة الفرنكفونية، على التداعيات الايجابية على الجوانب الاقتصادية، في حالة إذا قرر البلدان استئناف العلاقات الثنائية، خاصة الروابط التجارية والاقتصادية بين الطرفين، في ظل وجود نمو اقتصادي متصاعد في كل من المغرب والجزائر في السنوات الأخيرة.
وعدّدت "جون افريك" القطاعات العديدة التي ستستفيد من "تطبيع" العلاقات الثنائية بين الرباط والجزائر، مثل السياحة والقطاعات الاقتصادية التي لها ارتباط بالصناعة، إضافة إلى قطاعات اقتصادية مستقبلة، مثل الهيدروجين الأخضر، ولاسيما أن البلدين معا يسعيان لتطوير هذا القطاع في السنوات المقبلة.
ووفق نفس المصدر، فإن فتح الحدود بين المغرب والجزائر وإعادة كافة العلاقات الثنائية، سيكون له انعكاس إيجابي كبير على اقتصاد البلدين، خاصة أنهما يتوفران على العديد من الموارد الطبيعية، وهو ما سينعكس بشكل إيجابي، ليس فقط عليهما، بل أيضا على المنطقة برمتها.
وتتماشى رؤية "جون افريك" مع العديد من التقارير الاعلامية الدولية التي أشارت في وقت سابق، أنه لو كان المغرب والجزائر على علاقات جيدة، سيكونان من أكثر البلدان في العالم استفادة من تداعيات وباء كورونا والحرب الروسية الأوكرانية التي زادت من الطلب على النفط والغاز اللذان تتوفر عليهما الجزئر، والفوسفاط والأسمدة المشتقاة منه التي يتوفر عليها المغرب باعتباره يملك 70 بالمائة من احتياط الفوسفاط في العالم.
ووفق نفس التقارير، فإن ما ينقص الجزائر يوجد في المغرب، وما ينقص الأخير يوجد في الجزائر، وبالتالي فإن وجود علاقات جيدة بين البلدين، كان كفيلا بأن يُحدث تكاملا سيدفع بالعجلة الاقتصادية في كلا البلدين بتقدم خطوات واسعة، خاصة أن الظرفية العالمية تبدو مواتية لتحقيق ذلك.
تعليقات
بإمكانكم تغيير ترتيب الآراء حسب الاختيارات أسفله :