صحيفة العرب اللندنية: الجزائر تتملص من حملاتها ضد تونس وموريتانيا بالتحامل على الرباط وأبو ظبي
قالت صحيفة "العرب" اللندنية، في عدهها الورقي ليوم الجمعة الأخير، إن الجزائر تتملص من حملاتها الأخيرة ضد تونس وموريتانيا، بتوجيه الاتهامات إلى المغرب والإمارات العربية المتحدة بشكل مباشر وغير مباشر، من أجل تفادي ردود الفعل السلبية من تونس ونواكشوط.
ووفق نفس المصدر، فإن الأمر يتعلق بالحملات التي قادتها أطراف سياسية وإعلامية في الجزائر في الفترة الأخيرة، التي اتهمت فيها "بلد عربي" في تلميح إلى الإمارات العربية المتحدة، بمحاولة استغلال الأوضاع الاجتماعية والاقتصادية في كل من تونس وموريتانيا من أجل دفعهما إلى تطبيع العلاقات مع إسرائيل.
وحسب الصحيفة اللندنية، فإن من بين الأوجه السياسية المقربة إلى دوائر القرار في النظام الجزائري، ممن شنوا هذه الحملات، يتعلق الأمر بعبد القادر بن قرينة، رئيس حركة البناء الوطني المقرب من نظام تبون والمشارك في الحكومة الجزائرية، الذي حذّر مما وصفه بـ"مخطط يستهدف إلى تمدد التطبيع في العمق الاستراتيجي للجزائر".
لكن هذا المسؤول الجزائري، تقول الصحيفة المذكورة، اضطر للتراجع عن تصريحاته، بإيعاز من النظام الذي يهدف إلى التملص من هذه الحملات، حيث "علُّق الشماعة في سوء الفهم والتأويل على ما أسماه بـ”أبواق المخزن" في تلميح إلى المغرب، التي عمدت إلى تشـويه وتأويل تصريحاته"، حسب تعبير بن قرينة.
وأشارت صحيفة "العرب" إلى أن تراجع بن قرينة عن تصريحاته حول تونس والجزائر، جاء بالتزامن مع زيارة وزير الخارجية التونسي نبيل عمار إلى الجزائر، وهي الزيارة التي تأتي بعد شهور من البرود الديبلوماسي بين البلدين، منذ حادثة فرار أميرة بوراوي من الجزائر عبر الأراضي التونسية نحو فرنسا.
وكان بن قرينة قد قال في إحدى الندوات إن الزيارة التي قام بها وزير الدولة للشؤون الخارجية الإماراتية شخبوط بن نهيان إلى تونس قبل أسبوع، تتعلق بمحاولة استمالة تونس إلى التطبيع مقابل مساعدات واستثمارات، وأضاف في نفس الندوة إن لديه معلومات عن أن التطبيع في تونس، صار قريبا جدا.
كما أن ذات المسؤول الجزائري، كان قد صرح في نفس الندوة، عن قيام وزير الدفاع الموريتاني بزيارة إلى إسرائيل، وحذر ما وصفه بـ "أشقاءنا الموريتانيين من مخاطر الاستجابة لضغوط وابتزاز بعض الكيانات الوظيفية التي تحاول دفع المنطقة كلها نحو التطبيع مع الكيان الصهيوني"، ويقصد بالكيانات الوظيفية، دولة الإمارات العربية المتحدة.
وتساءلت تقارير إعلامية، من بينها صحيفة "العربي الجديد"، عما إذا كان تراجع بن قرينة عن تصريحاته راجع لتدخلات على أعلى مستوى من طرف الدول المعنية، أم أن النظام الجزائري هو الذي سارع لدفع بن قرينة للتراجع لتفادي تدهور العلاقات مع تونس وموريتانيا.
تعليقات
بإمكانكم تغيير ترتيب الآراء حسب الاختيارات أسفله :